تختتم اليوم فعاليات معرض دواجن السودان في دورته السابعة بارض المعارض ببري التي استمرت لأربعة ايام بمشاركة اكثر من (22) دولة ونحو (120) شركة، و(500) علامة تجارية بحضور وتشريف من وزراء الثروة الحيوانية والسمكية والتجارة والزراعة والثروة الحيوانية بولاية الخرطوم، وقيادات غرفة الدواجن وأعضاء السلك الدبلوماسي والسفراء المعتمدين بالبلاد. وحظى المعرض بإقبال كبير من الجمهور والمواطنين ورجال الاعمال والخبراء والمهتمين بالانتاج الحيواني، وكشف استطلاع ل(الرأي العام) وسط المواطنين وزوار المعرض عن ارتياح واسع لفكرة تنظيم المعرض وعكس التقانات والطفرة الحقيقية التي وصل اليها هذا القطاع من حيث استخدام التقانات الحديثة في الانتاج، وأعرب عدد من المواطنين عن اندهاشهم لمستوى الطفرة التي شهدها قطاع الدواجن بالبلاد والتقانات المستخدمة في انتاج الدواجن وتزايد حجم الشركات المستثمرة في هذا القطاع، والتخصص في الانتاج، حيث هنالك شركات متخصصة في انتاج بيض المائدة واخرى في انتاج الدجاج اللاحم والبياض والأعلاف. واكد المواطن محمد عيسى انه اندهش لما شاهده من طفرة حقيقية في مجال انتاج الدواجن بالبلاد، مبينا انه لم يكن يعرف ان هنالك استثمارات سودانية بهذا الحجم وبهذه التقانات الحديثة في انتاج بيض المائدة او الدجاج اللاحم والبياض ، ودعا محمد جميع المواطنين لزيارة المعرض للتعرف على مستوى الانتاج والتقانات المستخدمة، واعرب عن امله في ان تعكس الطفرة في قطاع الدواجن وانخفاض اسعار اللحوم البيضاء مقارنة بالحمراء في تخفيف الاعباء على المواطنين. وفي السياق اكد المهندس عماد الدين كمال مدير شركة ايديبت جردانو (شركة ايطالية مصرية) مشاركتهم سنوياً في معرض دواجن السودان من اجل فتح سوق لمنتجات الشركة والتي قال انها تعمل في مجال مستلزمات صناعة الدواجن . وأضاف عماد الدين في حديثه ل(الرأي العام) : مشاركتنا السنوية في المعرض لعرض منتجاتنا خلقت لنا علاقات عمل جيدة مع منتجي الدواجن بالسوق السوداني والذين نزودهم بجميع مستلزمات صناعة الدواجن حيث نلبي كل احتياجاتهم، واصفاً السوق السوداني بأنه واعد وجاذب للاستثمارات في مجال صناعة الدواجن. وحول نظرتهم للسوق السوداني قال عماد الدين : ننظر الى توسيع خدماتنا بالسوق السوداني بتصدير كل مستلزمات الدواجن اليه، بجانب توسيع مستوى تعاملاتنا من خلال بناء علاقات مع شركات اخرى. من جانبه اكد د.عبد المطلب ابراهيم مدير شركة جاردفيت المحدودة استمرار مشاركتهم السنوية في معرض دواجن السودان منذ العام 2003 ، ووصف د.عبد المطلب المعرض بانه فرصة للشركات السودانية لاستقطاب التقانات الحديثة لتطوير صناعة الدواجن بجانب انه فرصة للاستثمار وبناء شراكات ، وفرصة ايضاً لعكس منتجات الدواجن السودانية والتعريف بالطفرة الحقيقية التي شهدها قطاع الدواجن بالبلاد بعد تجاوزه لآثار مرض انفلونزا الطيور عبر استخدام تقانات حديثة في الانتاج . واضاف د.عبد المطلب في حديثه ل(الرأي العام) : الجديد في معرض الدواجن هذا العام مشاركة وجوه جديدة وشركات جديدة في مجال انتاج الدواجن الى جانب الشركات الاخرى التي ظلت تشارك في المعرض لسنوات، مشيراً الى ان المعرض يعتبر فرصة للاحتكاك وتبادل الخبرات مع الشركات العلمية المشاركة واستجلاب التقانات الحديثة بجانب عكس مستوى الانتاج المحلي بقطاع الدواجن سواء انتاج بيض المائدة او الدجاج اللاحم او البياض . وفي السياق أكد اسامة مصطفى مدير شركة اكسبو تيم المنظمة لمعرض دواجن السودان ان المعرض حقق اهدافه في اتاحة فرصة للتعارف بين الشركات السودانية والشركات العالمية المشاركة في المعرض من دول اوروبية وآسيوية وافريقية وعربية وسيمكن الشركات الوطنية من استقطاب التقانات الحديثة لتطوير صناعة الدواجن بالبلاد بجانب تحقيق شعار: ( توطين واكتفاء وتصدير)، حيث ينسجم هذا الشعار مع توجهات وزارة التجارة الخارجية الرامية لاحياء قطاع التعاون بتشجيع قيام الجمعيات التعاونية المنتجة وتدريب الخريجين على الانتاج التعاوني من اجل توفير فرص العمل وإحداث وفرة في السلع والخدمات وخفض الاسعار للمواطنين. و في ذات السياق وصف د.مرتضى كمال نائب الامين العام لغرفة الدواجن تنظيم المعرض بانه فرصة لعرض احدث ما توصلت اليه التقانات الحديثة في مجال صناعة الدواجن،واستقطاب هذه التقانات للسوق السوداني، واتاحة فرصة للتعامل المباشر مع هذه الشركات المنتجة للتقانات، بجانب اعطاء فرصة لتطوير صناعة الدواجن بالبلاد وعكس مؤشرات النمو بقطاع الدواجن السوداني. وأضاف د.مرتضى : حدثت قفزة وطفرة نوعية في الانتاج والاستثمارات ليبلغ حجم رؤوس الاموال المستثمرة بالقطاع نحو(500) مليون دولار، بينما قفز عدد مزارع الدواجن الى (300) مزرعة نحو (80%) منها تنتج بتقانات حديثة، (20%) انتاج تقليدي، كما شجع نجاح الاستثمارات الوطنية على دخول استثمارات اجنبية بقطاع الدواجن. واعلن د.مرتضى في حديثه ل(الرأي العام) عن ارتفاع انتاج البيض من (20) الف طن من البيض في العام 2006 الى (70) الف طن الآن ، كما ارتفع انتاج الدجاج اللاحم من (15) الف طن في العام 2006 الى (70) الف طن الآن ليعادل نحو ثلث الاستهلاك المحلي التقديري وفقاً لمعايير منظمة الاغذية والزراعة العالمية (الفاو) التي تقدر استهلاك الفرد ب(9) كيلو سنوياً، ونحو (168) بيضة في العام، حيث يتم الآن انتاج ثلث هذه التقديرات الى نحو (2.5) كيلو لكل فرد ونحو (35) بيضة في العام. وتوقع د.مرتضى زيادة انتاج قطاع الدواجن خلال الفترة المقبلة نتيجة لزيادة الاستثمارات الوطنية والاجنبية بهذا القطاع ووجود فرص استثمارية بالولايات خاصة الجزيرة والبحر الاحمر وكسلا ونهر النيل التي شهدت تدفقاً في حجم الاستثمارات بهذه الولايات الى جانب استقطاب التقانات الحديثة لزيادة الانتاج. واكد د.مرتضى ان الانتاج الكبير بقطاع الدواجن من البيض والدجاج اللاحم ادى لحدوث وفرة وانخفاض في الاسعار وشجع المواطنين على الاقبال على شراء منتجات الدواجن لانخفاض اسعارها مقارنة باللحوم الحمراء، حيث يبلغ سعر كيلو الفراخ نحو (20) جنيها مقارنة باكثر من (40) جنيها لكيلو العجالي لتصبح الدواجن جزءاً أصيلاً من المائدة السودانية، كما انعكست الطفرة بقطاع الدواجن ايجاباً على قطاع المطاعم والكافتريات ومحال تقديم الوجبات السريعة تلبية لاحتياجات الجيل الجديد الذي يركز على تناول منتجات الدواجن لتفادي السمنة وزيادة الوزن. وأكد د.مرتضى ان مقومات النجاح بقطاع الدواجن متوافرة وهنالك فرص كبيرة و حقيقية للاستثمار بالقطاع بالولايات وتحقيق الاكتفاء الذاتي والصادر، ولكن هنالك مهددات حقيقية تواجه قطاع الدواجن في مقدمتها عدم توافر النقد الاجنبي وارتفاع اسعار الدولار مما يؤثر سلباً على ارتفاع اسعار مدخلات الدواجن وارتفاع تكلفة الانتاج، ووجود صعوبات حقيقية في توطين صناعة الدواجن بالبلاد، وعدم تنظيم الاستثمارات الاجنبية، ومشكلة الثقافة الغذائية وضعف استهلاك منتجات الدواجن، بجانب ارتفاع اسعار الذرة، داعياً في هذا الصدد الى توفير النقد الاجنبي لتوفير مدخلات انتاج الدواجن وتطبيق الاعفاءات التي نص عليها قانون الاستثمار لتشجيع دخول استثمارات جديدة بقطاع الدواجن خاصة اعفاءات من ضريبة القيمة المضافة وتشجيع استقطاب التقانات الحديثة لزيادة الانتاج .