في زيارة أشبه بالمسد كول.. الى عاصمة الجنوب السوداني وعروسه جوبا.. هبطت بنا الطائرة الرئاسية التي تحمل السيد نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه.. في زيارة في إطار التواصل والتنسيق الدائم بين الشريكين. وجدنا جوبا مخضرة ووارفة وجميلة ونظيفة جداً.. وبدأت مظاهر حركة التعمير واضحة للعيان.. شارع أسفلت طويل وعريض.. أوصلنا من المطار الى مقر حكومة الجنوب. كان الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب وأركان حربه والوزراء في استقبال السيد نائب رئيس الجمهورية والوفد المرافق لسيادته الذي كان يتكون من الأستاذين إدريس محمد عبد القادر ويحيى حسين وزيري الدولة برئاسة الجمهورية، وعضوي وفد التفاوض في نيفاشا. في مقر الحكومة.. كان الفريق سلفاكير ميارديت في انتظار السيد النائب. وتم عقد اجتماع بين الشريكين ضم وفد الحركة الفريق سلفاكير ود. رياك مشار وباقان أموم الأمين العام للحركة. ووفد المؤتمر الوطني ترأسه نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه وإدريس محمد عبد القادر. الزيارة.. كانت في إطار التواصل والتشاور بين الشريكين. حيث أطلع نائب رئيس الجمهورية النائب الأول على نتائج زيارته التاريخية الى نيويورك ومخاطبته للجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاءاته بمختلف المسؤولين ونتائج تلك اللقاءات التي تصب جميعاً في اتجاه حلحلة قضايا السودان المختلفة والتحديات التي تواجهه. وكذلك ناقش معه مراحل تنفيذ اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب.. وإطمأن الاجتماع على حسن سير تنفيذ الاتفاقية على حد قول الدكتور رياك مشارل «الرأي العام» الذي أبدى ارتياحه لسير التنفيذ الذي يسير بلا مشاكل ولا معوقات. كما تشاور السيد النائب مع النائب الأول حول مبادرة أهل السودان وتم التأمين على خطواتها.. كما تم التشاور حول المبادرة القطرية.. وكيفية دعمها وقد تم الاتفاق على تشكيل عضوية المجلس التنفيذي والمجلس الاستشاري لإدارة أبيي الذي من المتوقع أن يصدر اليوم بعد رفعها الى السيد رئيس الجمهورية وإصدار القرار الجمهوري بحقها. كما تم الاتفاق على قيادة صندوق الوحدة حسب اتفاقية خارطة طريق أبيي وهذا الصندوق ليس حصراً على أبيي فقط وإنما يشمل من أبيي وحتى دارفور.. لذلك سُمي صندوق الوحدة وتم الاتفاق على تعيين الأستاذ يحيى حسين وزير الدولة برئاسة الجمهورية مديراً للصندوق وسيكون نائبه من أبناء الجنوب. الاستقبال لنائب الرئيس من قبل رئيس حكومة الجنوب ونائبه وأركان حرب حكومة الجنوب كان دافئاً.. أسعد وصول النائب قلوب حكام الجنوب.. وظهر هذا واضحاً في دفء الاستقبال. الفريق سلفاكير كان سعيداً بوجود الأستاذ علي عثمان في جوبا.. الأمر الذي ساعد كثيراً على تعميق الثقة بين الشريكين، لأن اللقاء في جوبا له طعم خاص ونكهة خاصة، ويعزز كثيراً الثقة بين أهل الشمال وأهل الجنوب أبناء الشعب الواحد. الارتياح كان واضحاً على وجه الفريق سلفاكير والدكتور مشار وكل أعضاء الحكومة. الزيارة حققت أهدافاً كبيرة.. أهمها احترام الشريك وضرورة وضعه في الصورة والتشاور معه حول مختلف القضايا التي تهم السودان، باعتباره شريكاً أساسياً وقوياً. مثل هذه الزيارات تعزز الثقة في شريك نيفاشا وتمنحه الثقة والقوة في ضرورة المساهمة في حل قضايا السودان باعتباره وطناً واحداً ومتوحداً. وكانت هذه الزيارة لفتة بارعة من الأستاذ علي عثمان لزيارة النائب الأول في عاصمة جنوب البلاد وفي بلاده.. وقد وجدت هذه الزيارة ارتياحاً عميقاً لدى الفريق سلفاكير والدكتور رياك مشاروأعضاء حكومة الجنوب.. ونأمل من المسؤولين كافة في حكومة الوحدة الوطنية.. من اعتماد خط النائب في التواصل والمشاورة مع حكومة الجنوب منهجاً ثابتاً.. لأنه إذا تم هذا لن تكون هناك مشاكل ولا حساسيات وسوف تسير الشراكة في خط مستقيم، وتسهم بشكل حقيقي في حلحلة مشاكل البلاد وفي مواجهة التحديات كافة. جوبا أصبحت تشبه العواصم الإفريقية المجاورة.. وانتظمت فيها الحياة.. وبدأت نعمة البترول تطل برأسها. وفي ختام الزيارة سألت الدكتور رياك مشار حول سفينة الأسلحة الأوكرانية التي تحمل دبابات وصواريخ متطورة وذخيرة واحتجزها القراصنة الصوماليون بالقرب من سواحل الصومال وقيل إنها ملك للجيش الشعبي حيث كانت في طريقها الى جنوب السودان وقد نفى د. مشار علمه بهذه السفينة التي تحدث العالم كله حول ملكية الجيش الشعبي لها.