بارك الله في الشدائد فهي رغم مرارتها تكشف لك مدى قيمتك عند الناس وقد خرجت من الوعكة العنيفة التي تعرضت لها مؤخرا بكثير من الدروس والعبر، فقد اكدت لي قيمة المجتمع الرياضي وعظمته بعد ان تدافعت كل ألوان طيفه للوقوف بجانبي بكل الوسائل حتى الذين اختلفت معهم في الرأي وان جاز لي ان اخص احدا بالشكر فلا بد من شكر وتقدير للسيد جمال الوالي الذي يثبت في كل يوم انه واحد من اعظم مكاسب المجتمع الرياضي في الفترة الاخيرة وهذا ما جعله في قلوب كل الناس حتي الذين لا يشجعون المريخ وايضا الاخوة في الاتحاد العام الصديقين الدكتور معتصم جعفر والاستاذ مجدي شمس الدين بحضورهم إلى القاهرة ووقوفهما بجانبي اما زملاء المهنة فقد مثلوا اعظم دور في الوفاء ويكفي ان يتكبد الزملاء دسوقي ومزمل ابوالقاسم ومحمد الخاتم المشقة والتكلفة المالية لزيارتي في مصر والوقوف بجانبي واشكر الاصدقاء في كل دول الخليج العربي الذين كانوا علي اتصال دائم بي وان كان لي ان اخص اكثرهم اتصالا هو ابن الوطن الوفي الادريسي من قطر. اما اهلي في الجزيرة مسقط رأسي قوز الناقة وكل القرى واهلي في الكريل والجيلي الخر طوم فيحتاجون لمساحات، فرغم ضيق العيش فقد كانوا علي اتصال بي عبر الهاتف المكلف ومنهم من هو محتاج الي تكلفة المحادثة لقضا ء حاجة في بيته وكانت دعواتهم الصادقة التي ليس بينها وبين السماء حجاب تتردد يوميا في صلواتهم تدعو لي بالشفاء. وبعد أن من الله علي بنعمة الشفاء وعدت للوطن كان استقبالي خرافياً وكأنني قد عدت للوطن بانجاز وكان الاحتفال بي في كل مكان منذ العودة وحتي بعد العيد لدرجة لم اذق فيها طعم النوم فكسرت تعليمات الطبيب وبالتالي عادت الحالة من جديد لأعود الي مصر مرة اخري وابدأ من الصفر . والآن يمر نفس الشريط اهتمام ومتابعة من الاهل والاصدقاء واتشرف بزيارة رفقاء المهنة الاساتذة احمد محمد الحسن ودسوقي وياسر عائس ممثلين للاعلام الرياضي الذي كرر وقفته معي وعلي رأسهم الزميل الانسان رمضان احمد السيد الذي زارني وانا اغادر للمرة الثانية ودعم تكلفة علاجي كعادته دائما مع كل الناس. اطمئن الجميع انني الآن في طريقي للشفاء باذن الله وقد غادرت المستشفي ولابد من البقاء في مصر بامر الطبيب للمتابعة ولا استطيع الا ان اقول للجميع جزاكم الله خيراً . حروف خاصة كان تأهل المنتخب الوطني للدور الثاني لتصفيات كأس العالم وأمم افريقيا أكبر جرعة معنوية لي بعد حسرتي علي خروج الهلال والمريخ من بطولتي الاندية الافريقية وألف مبروك. غداً باذن الله أكتب عن ملائكة الرحمة في مستشفي مصر الدولي وعن أبناء السودان الدكتور حاتم سرالختم المستشار الطبي لسفارة السودان ومجد الدين. عبد المجيد / القاهرة