- الرئيس أو القائد أو الكبير ومرات الزعيم تجد في مجتمعنا تقديراً - فالحس الشعبي يكرس للانفراد بالرئاسة على زعم ان «الرئيسين» «بغرقوا المركب» ولا أعرف القصة التى انبنى عليها هذا القول المأثور، فاذا قاد رئيسان المركب سيجلس هذا على اليسار - وهذا على اليمين ولا أقول المقدمة والمؤخرة وستمضى المركب أسرع.. لأن أربعة أيدى تجدف نحو الشاطىء أو الهدف المنشود.. مع انهم روجوا لفكرة التعاضد والتآزر في كون اليد الواحدة لا تصفق.. - لكن الرئيس بالمعنى السياسى القح.. فهو خالد في معظم الدول العربية.. وثلة مقدرة من دول العالم.. بيد ان ظاهرة حميدة بدأت تلوح هي ظاهرة الرئيس السابق.. لم نكن نسمع بها إلا عبر الديموقراطية الغربية التى تضع سقفاً لا يمكن تجاوزه يحدد بفترتين للحكم اربع سنوات للفترة.. - وأي رؤساء.. من كان يصدق ان كاسترو سيصبح رئيساً سابقاً لم يفعل ذلك إلا «للشديد القوي».. ها هو الآن قد تحول الى كاتب يرفد الصحف الكوبية بمقالاته.. لماذا كل الرؤساء السابقين يكتبون المقالات أو المذكرات.. التى غالباً ما تكون حكيمة حتى يتساءل قارئها: لماذا لم يعمل بهذه الحكمة عندما كان رئيساً.. فأي مآل طريف آل اليه الزعيم «كاسترو».. - جورباتشوف رئيس روسيا اصبح سابقاً ليس بأمر اللجنة المركزية للحزب انما لأن «المغلوب يتبع الغالب» تحول «جورباتشوف» الذى «بوظ الدنيا» الى فنان اعلانات.. وآخر نشاطاته انه صور اعلاناً لحقائب السيدات.. فتصوروا «جورباتشوف» ومثل «ندى القلعة» أو «جمال حسن سعيد» يعلن عن سلعة.. في حملة ترويج لها.. وأية سلعة.. حقائب النساء. .فأي مآل طريف آل اليه الرئيس جورباتشوف.. - محمد خاتمي اصبح رئيساً سابقاً بأمر الحتمية الايرانية.. لكن يتيح له النظام السياسي ليس ان يفكر في العودة بل يحلم بها ومن حقه هذا.. طالما ان «أب عاج» يحلم بالعودة وعن طريق صناديق الانتخابات فأي مآل طريف آل اليه «أب عاج» وليس محمد خاتمي.. - وحده الذى ظل جميلاً وموضوعياً وزاده لقب الرئيس السابق ألقاً الزعيم الافريقى «نلسون مانديلا».. - في السودان لدينا أكثر من رئيس سابق.. فعبود كان رئيساً سابقاً.. ورغم انه رحل مواطناً بسيطاً وجد الآن من يدافع عنه بل ويصفه بأنه قائد عسكرى ممتاز.. وسياسى محنك.. بل كان عبقرياً في التعامل مع مشكلة الجنوب.. وهو الذى بدأ مشاريع التنمية حتى البترول ذاته يعود الفضل فيه اليه.. انه «عبود التقدمي» الجديد عليه رحمة الله.. أما عفة اليد والطهارة فليست صفة يمدح بها الرئيس.. بل ينبغى ان يكون الرئيس كذلك.. - وهنالك «الصادق المهدى» الرئيس السابق ولعله لا يتباكى عليها فهو ما زال رئيساً بل إماماً.. وتكون مشكلة لو كان في اجندته ان يكون ملكاً.. سوار الذهب رئيس سابق.. أصبح نموذجاً لكونه لم يكنكش في الرئاسة بل بدا كما لو انه فرح عندما تخلى عنها.. - اللهم لا تجعلنى رئيساً.. وان جعلتني رئيساً.. فلا تجعلني سابقاً.. وان جعلتني رئيساً سابقاً فلا تجعلني مثل «جورباتشوف» واجعلني مثل «مانديلا» يا مالك الملك يا أرحم الراحمين..