بينما كان الناخب الامريكى يمضى يومه الاخير فى انتظار ساعة التصويت الحاسمة فى النسخة التاريخية من انتخابات الرئاسة الامريكية، كان الصحافيون فى الخرطوم يحاولون الاحاطة بالصورة العامة للعملية الإنتخابية فى الولاياتالمتحدة وهى عبارة عن سلسلة من الحلقات الطويلة والمعقدة بعض الشىء ، عسى ان تسهم تلك الاحاطة المعرفية ليس فى تغطية الإنتخابات من زاوية الاخبار وانما التعمق فى التحليل لمكونات العملية الانتخابية والربط بين المقدمات والنتائج والمآلات وذلك من خلال دراسة معرفية قيمة قدمتها السفارة الامريكيةبالخرطوم بالتعاون مع الاتحاد العام للصحافيين السودانيين. رواج أوباما كنت اول الحاضرين لقاعة المؤتمرات بمقر الاتحاد العام للصحافيين السودانيين لحضور المعرض الاعلامى عن الانتخابات الامريكية الذى تقيمه السفارة الامريكيةبالخرطوم بالتعاون مع الاتحاد، وعندما خيرتنى السيدة جودث رافين مديرة العلاقات العامة بالسفارة بين شعاري المرشح الديمقراطى باراك اوباما والجمهورى جون ماكين، إخترت اوباما ولسان حالى يقول (باراك مننا) وان خسر، وقلت لها وسوف يختاره الجميع اليوم دون شك، ابتسمت بدبلوماسية ممتنعة عن التعليق حتى لا تفقد الحيادية التى يفترض ان تتمتع بها فى هكذا موافق، ومضت تتابع مع فريقها النشط آخر ترتيبات الحدث الاعلامى المهم قبل يوم من الانتخابات الاهم فى التاريخ ، ولكننى ظللت اتابع خيارات الداخلين للقاعة مستفيدا من كونى اول الحاضرين وجلوسي عند المدخل ، وقد صدق حدسى اختار الغالبية شعار اوباما عدا زميل -افضل عدم ذكر اسمه- اختار الشعارين معا وعندما سألته لماذا قال: انا مع اوباما ومع سارة بالين فى نفس الوقت لان الشعار به اسم مرشح الرئاسة ونائبه. بدون إعلام نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الامريكيةبالخرطوم سعادة مارك اسكاوينو تحدث بعجالة بعد ان حيا التعاون مع اتحاد الصحافيين عن الدور المهم للاعلام فى الانتخابات وقال بدون الاعلام لن تكون هناك انتخابات فى اى بلد فى العالم، واعتذر نائب السفير الذى غادر فور إلقاء كلمته القصيرة للحاق بالترتيبات لاستقبال مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية جينداى فرايزر التى تزور الخرطوم، وربما لذات السبب غاب عن اللقاء القائم بالاعمال الامريكى البيرتو فرنانديز الذى ظل يشكل حضوره فى المناسبات الاعلامية واستطاع بإجادته للغة العربية وخبرته فى العمل بالدبلوماسية الشعبية فى الخارجية الامريكية ان يجسر المسافة بين الاعلام السودانى والسفارة الامريكية. زاوية خاصة الدكتور هاشم الجاز الامين العام للمجلس القومى للصحافة والمطبوعات الصحافية خاطب المعرض الاعلامى للانتخابات الامريكية، وتناول اهمية الإنتخابات الامريكية من زاوية همومه وانشغالاته الاكاديمية والمهنية ، قائلا ان الانتخابات الامريكية ظلت على مر السنوات مناسبة لتطوير العمل الاعلامى وان العديد من نظريات الاعلام التى تدرس الآن فى الجامعات كان السبب فيها الانتخابات الامريكية خاصة النظريات المتعلقة بالتأثير الاعلامى، واضاف ان الانتخابات هذا العام حبلى بالجديد فى السياسة وفى الاعلام ، وأشاد الدكتور الجاز بمستوى التعاون بين قسم الشؤون العامة بالسفارة والمجلس القومى والمجتمع الصحافى عموما وأكد ان القنوات مفتوحة بينهم وان هناك مشاريع وطموحات كبيرة تتعلق بالتدريب وتبادل الخبرات تقف امامها عقبات ليست سياسية وانما تتعلق بحاجز اللغة وضيق ذات الىد فى توفير المكون المحلي لتمويل هكذا مشاريع ، وتمنى ان تستفيد الصحافة السودانية من مواكبة الصحافة الرشيدة فى تغطيتها للانتخابات الامريكية. زلزال قادم اختارت جودث رافين مديرة العلاقات العامة بالسفارة الامريكية عبارة (شراكة) فى وصفها لتنظيم هذا الحدث الاعلامى بالتعاون مع الاتحاد العام للصحافيين السودانيين، وقالت ان واحداً من ابرز القيم الاساسية فى المجتمع الامريكى هى حق المعرفة، للقيام بهذا الواجب لابد للصحافى ان يتجاوز الوصول للمعلومات الى امتلاك مهارة تحليل وتقييم المعلومات ، وقالت ان دور الاعلام فى الانتخابات رئيسى وحاسم ان الانتخابات الامريكية هذا العام تميزت بمشاركة الشباب التى أسماها البعض زلزال الشباب، وتحدثت عن شروط الترشح للرئاسة الامريكية وهى شروط بسيطة وفى إيرادها دعوة للتأمل، فكل المطلوب كى تترشح للرئاسة ان تكون من موالىد الولاياتالمتحدة ولا يقل عمرك عن «35» عاماً وان تكون مقيماً فى امريكا خلال الأربعة عشر عاما الاخيرة!