بعد ما سحبت سوزان رايس ترشحها لشغل فراغ هيلاري كلينتون فى منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، بات جون كيري على أعتاب تولي حقيبة الخارجية فى ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثانية، وكانت رايس قد اضطرت الى سحب ترشحها تحت وابل من الانتقادات من معسكر الجمهوريين بسبب تصريحاتها التى أدلت بها عقب الهجوم على سفارة بلادها فى بنغازي الليبية مما أدى إلى وفاة أربعة أمريكيين، بينهم السفير كريس ستيفنز، ويتهم الجمهوريون إدارة الرئيس أوباما فى سوء إدارة ملف الأزمة وتقدير الحادث ،و أعلنت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس باراك أوباما اختار السناتور جون كيري لتولي وزارة الخارجية، خلفاً لهيلاري كلينتون.وقالت «سي ان ان» إن مصدر معلومتها هو مسؤول ديموقراطي تحدث مع كيري، في حين قالت «ايه بي سي» إن أخذت معلوماتها من مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها.وقالت مصادر علمية لوكالة رويترز للأنباء بأنه بات من المتوقع ان أن يرشح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وزيراً للخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون، التى أعلنت أنها لن تستمر فى المهمة ، قرارها الترجل عن الخارجية جاء قبل الوعكة الصحية الراهنة التى تعاني منها ، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزيرة هيلاري كلينتون تسترد عافيتها بعد إصابتها بارتجاج في الدماغ. وقال فيليب رينس المتحدث باسم كلينتون في بيان «أثناء إصابة الوزيرة كلينتون بفيروس في المعدة تعرضت لجفاف وفقدت الوعي وسقطت لتصاب بارتجاج في الدماغ.» وأضاف قائلاً إن كلينتون «بدأت تتماثل للشفاء في المنزل وستخضع لمراقبة أطبائها بصفة منتظمة. وبناء على توصيتهم ستواصل العمل من المنزل الأسبوع المقبل على أن تبقى على اتصال منتظم مع الوزارة ومسؤولين آخرين.» وكانت كلينتون أصيبت بفيروس في المعدة مطلع الأسبوع الماضي واضطرت إلى إلغاء جولة إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. الحالة الصحية لكيلنتون رغم تأكيدات الأطباء اثارت جدلاً سياسياً حيث اعتبرها خصومها تهرباً من جلسة الكونغرس للاستماع حول ملابسات أحداث بنغازي والتى بنظر الجمهوريين المرة الثانية التى يتهرب فيها أعضاء فريق أوباما من جلسات المساءلة بعد الاستقالة المفاجئة لمدير وكالة المخابرات. وانتقد الجمهوريون إدارة أوباما بسبب التفسيرات العلنية المبكرة للهجوم، ووجهوا معظم انتقاداتهم إلى رايس التي ظهرت في التلفزيون لتقول إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الهجوم قام به محتجون على مقطع مصور مسيء للمسلمين, انتج في كاليفورنيا وهو ليس هجوما متعمداً. ويعد جون كيري المرشح المفضل لدى السودانيين، فمنذ إعلان كلينتون عدم رغبتها فى المواصلة، وبرزت أسماء المرشحين لخلافتها وهما سوزان رايس وجون كيري, تناولت الصحافة السودانية الموضوع من زاوية أيهما أفضل، واستنطقت فى ذلك باحثين ومسئولين حكوميين كبار رجحوا كفة جون كيري كأخف الضررين، حيث يختلف أسلوبه فى التعاطي مع الشأن السوداني من خلال رئاسته للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وزياراته المتكررة للسودان ، بعكس رايس التى تعتقد الحكومة السودانية أنها تتربص بها وتقف خلف قرارات مجلس الأمن الدولي الصارمة تجاه السودان، كما أنها منذ حقبة بوش الابن رصدتها الحكومة السودانية في مواقف متشددة تجاه الخرطوم، ومنحازة الى جوبا بحسب مسئولين فى الحكومة. وعلاقة كيرى المتميزة مع أوباما ستجعل أداء الخارجية الأمريكية متناغما مع البيت الأبيض، فكيري عمل كحليف مهم في مجلس الشيوخ بعد فوز أوباما برئاسة الولاياتالمتحدة، كما لعب أدواراً داعمة مهمة للبيت الأبيض في السياسة الخارجية. وأرسل أوباما كيري إلى افغانستان في العام 2009 عندما ساعد في اقناع الرئيس حامد كرزاي بخوض الجولة الثانية من الانتخابات،كما سافر كيري بأنحاء العالم نيابة عن إدارة أوباما لإصلاح العلاقات المتوترة، أبرزها إلى باكستان بعد سلسلة من الحوادث، بما في ذلك الغارة التي قتل فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. والسناتور جون كيري، الذي يرأس حاليا لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، خاض السباق الرئاسي في 2004 مرشحا عن الحزب الديموقراطي، ولكنه خسر أمام جورج بوش الذي فاز يومها بولاية ثانية.ويحظى كيري بموافقة العديد من الجمهوريين الذين يعتبرونه المرشح المثالي لهذا المنصب، وهو ما يرددونه منذ أسابيع. ويتوقع الجمهوريون في مجلس النواب ان يجتاز زميلهم عملية التصديق.وقالت سوزان كولينز النائبة الجمهورية عن ولاية مين لوكالة رويترز «اعتقد أن جون كيري سيكون ترشيحا ممتاز وسيتم التصديق عليه بسهولة من قبل زملائه».