حركة هامسة تتحرك بين الشجيرات المتفرقة في فناء منزل الأستاذ بكري عديل القيادي البارز بحزب الأمة ووزير التربية والتعليم والطاقة والتعدين في فترة الديمقراطية السابقة، ومع قليل من التركيز فإذا بخيال لشخص قارب عمره المائة يتحرك بخطوات قصيرة متأنية. (تعال ياعم جمعة) هكذا ناداه عديل ليحضر بعضاً من القهوة للحضور. (الرأي العام) كانت تجري حواراً مع بكري عديل بمنزله بام درمان وعقب الحوار تحدث عديل عن العم جمعة فقال: إن جمعة كان سائقاً لي وكنت حينها وزيراً للتربية والتعليم، وعقب ثلاث سنوات نزل الى المعاش، وأوضح أنه لا يعرف مكان أهله ومنها أصبح ملازماً لى بالبيت لما يقارب ال (27) سنة، الى أن أصبح لا يقوى على فعل شئ إلا أن يحضر (عروضي للضيوف)، وأشار عديل أن العم جمعة يصر على ضيافة الناس. وأوضح أن جمعة كان أحد أفراد كتيبة عسكرية سودانية حاربت مع الجيش الإنجليزي في الحرب العالمية الثانية. وقال: إن جمعة من أبناء الإنقسنا وظهر له أهل قبل سنوات وحضروا الى منزلي ليأخذوه إلا أنه رفض الذهاب معهم وفضل البقاء معي. العم جمعة حينما أتي ليقدم القهوه بيدين مرتجفتين رفض أية محاولة لمساعدته وفضل أن يقدمها للضيوف بنفسه. وحينما سألت عديل، أسمه جمعة من؟ لم يستحضر عديل أسم أبا جمعة حتي قال جمعة الجملة الوحيدة التي خرجت بلسان طلق لا تتناسب سرعة أحرفه مع وقع خطاه المتئدة، (اسمي جمعة فرج الله).