وَصَفت الأممالمتحدة الوضع الإنساني في جنوب السودان بأنّه عاصفة قابلة للتحول إلى مجاعة في حال تأخّر المجتمع الدولي لسد الفجوة التي تحيط ب «40%» من سكان الجنوب. وقالت الأممالمتحدة أمس إنّ الاقتتال في الجنوب يُشكّل هاجساً لكل القبائل التي تمتلك سلاحاً بعدد أبقارها لحماية أنفسها.وقالت ليزا قراندلي منسقة الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدةللجنوب إنّ الوضع هناك يُنذر بكارثة إنسانية حقيقيّة، مُطالبةً حكومة الجنوب والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لتقديم الجهود اللازمة لاحتوائها.وعزت قراندلي في مؤتمر صحفي أمس بالبعثة، الفجوة إلى حدة الصراعات القبلية وفشل الموسم الزراعي والأزمة المالية التي دخلت فيها حكومة الجنوب، إلى جانب فقدان أكثر من «750» ألف طن من المواد الغذائية غرقت في النهر.وقالت قراندلي إنّ الاقتتال الذي لا يميز بين النساء والأطفال في أكوبو يمثل مصدر قلق للجميع هناك، وإنّ حوالي أكثر من مليون نازح منهم في حاجةٍ مَاسّة للغذاء في أويل وبحر الغزال، وكَشَفت عن إطلاق الأممالمتحدة لعملية واسعة تقوم به ست وكالات إنسانية لاحتواء الفجوة، ورهنت الحل إلى مؤتمر المانحين المقرر انعقاده الأسبوع المقبل. وأشارت قراندلي إلى أنّ الفجوة ستكون ماثلة حتى منتصف أكتوبر، مُشيرةً إلى أنّ حوالي (19) ألف طن تُمثّل احتياجات عاجلة لسد الفجوة، خَاصةً في منطقة جونقلي، ونوّهت إلى أنّ حكومة الجنوب والكنيسة ليسا قادرين على مُواجهة هذه الفجوة، وأشارت الأممالمتحدة الى أنّ حوالي (23) شخصاً نزحوا من خارج الجنوب، بينما دخل إلى الجنوب (25) ألفاً بسبب هَجمات جيش الرب. ولفتت الأممالمتحدة إلى عودة شلل الأطفال للجنوب مرة أخرى، فضلاً عن انتشار أمراض السحائي والإيبولا والحُمى النزفية والكوليرا وحمى الوادي المتصدّع، إلى جانب ارتفاع معدّلات وفيات الأطفال وانخفاض معدل تحصين الأطفال. واعترفت الأممالمتحدة بفشلها في خُطتها الرامية لتوفير الأموال لتمويل برامجها للعام الحالي، وقالت إنّها تَحصّلت على (60) مليون دولار من جُملة (412) مليوناً وفشلت في الحصول عليها من المانحين مما اضطرها لتخفيضها إلى (85) مليوناً، ولا تزال تُعاني شح تبرعات المانحين. وحَمّلت قراندلي حكومة الجنوب مَسؤولية الأمن، بينما حمّلت الشمال مَسؤولية الفجوة الإنسانية التي قَالت إنّها نتاجٌ لتهميش دام أكثر من خمسين عاماً.