- عطرك جميل يا أستاذة؟ كأنما حدث هذا الآن. وقفت أمامها كحائط أبكم. سقط مني الكراس وارتجفت ركبتاي الصغيرتان حتى استوقفها أنفي قائلاً: مهلاً عطرك جميل يا استاذة؟ - قلوب في طرف اللسان. ضاع منا الوطن فبلغت قلوبنا الحناجر، تفقدناها ثانية فوجدناها في طرف اللسان. - القلوب المعطرة للوطن وحده. تحطمت زجاجة العطر، فاح منها عبير الوطن. كادوا يتهمونني بسرقة الآثار لولا ان كشفت لهم عن قلبي فبدا أبيض بما فيه الكفاية. - كلام عسير... حين أصل مبلغ الغضب يحتار لساني في الشجار الذي يندلع بين أذنيّ أيتهما ستتولى مهمة الكلام في الدقائق المقبلة. - عندما قالت لها أذناي سلامتك! لأول مرة يصاب لساني بالشلل وتتخلى أذناي عن الاستماع كان صوتها الغائب عنا لسنوات مكسواً بالمرض والشيخوخة. من الحزن والشفقة قالت لها أذناي: سلامتك. - إحراج. كادت عيناي ان تحرجني أمام وقفتها الجميلة حين قالت بصوت مفضوح: ما أجملك. - بلغت العقول الأرجل الدنيا خريف. قررت ان أطأ الوحل ولا أبالي، وافقت نفسي بعد تردد حسمته قدماي قائلتان بصوت واحد: أنت غير عاقل بالمرة - رجاء الأسنان الأخير... وأنا ماشي كنت ابتسم بكل طاقتي عندما كان المارة يرمقونني بنظراتهم المستغربة. ترجتني أسناني في إظهارهن أكثر وأكثر وقلن لي: اضحك واضحك فالأفضل أن تكون مجنوناً في نظر الآخرين من ان تكون خجولاً في نظر نفسك.