مجموعة أسباب تداعت وتسببت في تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان الذي وصفته الأممالمتحدة «بالعاصفة الإنسانية» وأنها متكاملة، وأن «40%» من سكان الجنوب يواجهون خطراً حقيقياً بسبب المجاعة ونقص الغذاء الناتج عن تصاعد الصراعات القبلية، اضافة الى الفجوة الغذائية بسبب تأخر هطول الأمطار وعدم نجاح موسم الزراعة الصيفي، زيادة على أزمة الميزانية المخصصة للعمليات الإنسانية بالجنوب، وأكدت الأممالمتحدة على لسان منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدةبالجنوب ليزا فراندلي أن «90%» من سكان الجنوب يعيشون بأقل من دولار في اليوم، وأن واحدة من كل سبعة نساء حوامل تتوفى، وذلك لوجود عشر قابلات مؤهلات بكل جنوب السودان حسب قولها. وعزت فراندلي ذلك الى انعدام الأمن وتحرك جيش الرب في الولاياتالجنوبية وحالات النزوح المتصاعدة وتأخر الأمطار، بينما حدد مؤتمر المانحين بجوبا في الأيام الفائتة حاجة الجنوب لسد الفجوة في الأشهر الثلاثة المقبلة ب«44» مليون دولار، وأكد نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار وجود مجاعة تهدد حياة سكان المنطقة، وأشار الى التزام المانحين بتلبية حاجة حكومة الجنوب المحددة ب«44» مليون دولار التي أسفر عنها الإجتماع. من جهته أوضح د. عبدالباقي الجيلاني وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية أن الوضع في الجنوب يحتاج الى اهتمام خاص، مشيراً الى تردي الأوضاع الإنسانية ونقص المواد الغذائية، وشدد الوزير على العمل في مناطق الاحتراب المتمثلة في جونقلي وأكوبو والناصر في ولاية واراب وبعض ولايات بحر الغزال والاستوائية حيث تنشط هجمات جيش الرب. وطالب الوزير بإرسال فرق تعمل على الواقع لتقييم الوضع الإنساني الذي اعتبره الجيلاني أسوأ ما يكون. وأشارت ممثلة الأممالمتحدة فراندلي الى المواد اللازمة التي تم التقدير لها في العام 2009م ب«419» مليون دولار، وقالت: تم تخفيضها الى «115» مليون دولار، ثم «85» مليون دولار، ولم يتحصل منها حتى الآن إلا «60» مليون دولار. واستنكرت تصاعد العنف واستهداف النساء والأطفال والمدنيين، مشددة على أن دارفور تجد اهتماماً متزايداً، وأكدت ان الجنوب أخطر ويحتاج الى اهتمام أكبر. وفي السياق أكد حسب الرسول الطيب المدير التنفيذي للجمعية الطبية الاسلامية السودانية عدم تواجدهم بالجنوب، مشيراً الى تركيز العمل بدارفور، وأن المساهمة الوحيدة للجمعية كانت بقيام مخيم للعيون بملكال. وفي السياق هاجمت بيتي أشان أكورد وزير الزراعة بشرق الاستوائية حكومة الجنوب وحملتها الوزر الأكبر في ذلك، وقالت: لا تنفصل المجاعة عن الادارة غير الرشيدة التي تدير بها حكومة الجنوب أمور إقليمها، وأن أحداً لا يصدق أن حكومة الجنوب ينقصها المال، وأشارت الى عائدات البترول والدعم المركزي من الحكومة المركزية إضافة الى المساعدات التي تلقاها من بعض الأصدقاء، واستندت إلى حديث القنصل الأمريكي بجوبا أن حكومته تقدم مساعدات لحكومة الجنوب بما يصل «150» مليون دولار سنوياً، وثمنت الوزيرة دور بعض الولايات الشمالية وقالت: الدعم الذي وصلهم احدث أثراً قامت به ست ولايات شمالية.