قبل سبع وتحديدا في أغسطس 2002م كانت مشاركة الموسيقار د. الفاتح حسين الأولى في مهرجان الأوبرا الصيفي ومهرجان قلعة صلاح الدين بالقاهرة المصرية، بصحبة المطرب وليد زاكي الدين، وكانت معبرا لنجاحات قادمة ميزت الفرقة وجعلتها من أساسيات المهرجان الذي يجد اهتماماً عالمياً، وقبل أسبوعين كانت قلعة (قايت باي) الأثرية بالأسكندرية على موعد جديد مع الفاتح حسين في مشاركة جديدة تمتد حتى التاسع عشر من الشهر الجاري يشاركه فيها الشاب طه سليمان، «الرأي العام» التقت الموسيقار بالقاهرة متحدثا عن المهرجان وقضايا موسيقية أخرى. ............................................................................... ? حدثنا عن زيارتك الحالية إلى الشقيقة مصر؟ - الزيارة الحالية للمشاركة في مهرجان الأوبرا الصيفي، وهي المشاركة الثامنة، ونحيي فيها ثلاث حفلات، الاول كان في قلعة (قايت باي) بالأسكندرية، والحفل الأخير سيكون يوم السابع عشر من أغسطس الجاري، ويسبقه حفل آخر في اغسطس الجاري بدار الأوبرا. ? ما تقييمك للحفل الموسيقى الأول بقلعة (قايت باي)؟ - تجربة حفل (قايت باي) كانت مؤثرة وشهدت تجاوباً عالياً جداً، وشهدها بين أربعة إلى خمسة آلاف متفرج من الاجانب وغيرهم. ? ما نشاطك القادم بعد الفراغ من المشاركة في مهرجان الأوبرا؟ - ليس هنالك شيء واضح في المرحلة الراهنة، لكنني أعد ورقة علمية للمشاركة في مؤتمر الموسيقى العربية الذي سينعقد أول نوفمبر المقبل بالقاهرة، وسيشارك فيه باحثون من كل الدول العربية لمناقشة قضايا عن الموسيقى. ? ماهي محاور ورقتك العلمية للمؤتمر؟ - المحور هو غياب النقد الموسيقي المتخصص، وهي جاهزة الآن، واستفدت فيها من آراء الصحفيين في الصحف الفنية وآراء المتخصصين والدارسين للموسيقى. ? د. الفاتح، هنالك إتهام بأن معظم الموسيقيين والفنانين الكبار لا يميلون الى إشراك الفنانين الشباب وتقديم مجهود موسيقى لهم؟ - بالعكس، هنالك شباب في مشاركتنا في مهرجان الأوبرا، إلى جانب مشاركة فنانين كبار منذ العام 0002م وهذا العام بمشاركة الفنان طه سليمان. ? إنتاج أشرطة الكاسيت وتراجع مملكة الكاسيت؟ - إنتاج الكاسيت في تدهور، وليس هنالك شركات تنتج كاسيت وهنالك جمود، وغياب الرقابة على شرائط الكاسيت أدى إلى إحجام شركات الإنتاج مما أثر على الساحة الفنية. ? ما تقييمك لتجربة الفيديو كليب الخاصة بك وفي السودان بصورة عامة؟ - تجربتي الخاصة كانت مع معتصم الجيلي، وهو شخص مجتهد جدا ومن الأوائل في هذا المجال، والتجربة عامة تسير ببطء كبير جداً، لأن الفيديو كليب بحاجة إلى معايير معينة ومواصفات خاصة من حيث نقاء الصوت والصورة، وهو درجات، فالتكنولوجيا تسير في تطور وبالتالي لا يُقبل فيديو كليب دون مواصفات مصممة، ومشكلته الأساسية هي التمويل، ورغم التجربة والإجتهادات إلا أنها تسير ببطء شديد، وهنالك حاجة إلى شركات إنتاج تتفهم مسألة الكليب، فمثلا في مصر تتفق الشركة مع فنان، ومن ثم تروج للشريط من خلال إختيار الأغنية الرئيسية كمادة إعلانية للشريط، وهذا بحاجة إلى صرف مالي، وليس لدينا رأسمال يجازف، فالفيديو كليب لو وجهت له رؤوس اموال وشركات إنتاج حتى لو لم تكن سودانية فيمكن ان تغزو العالم بمادتها لأنها ستكون مادة جديدة ومميزة. ? من واقع تجربتك وقراءتك للواقع القائم هل تعتقد أن الموسيقى البحتة قادرة على الوصول للمتلقي واستعادة عشاقه؟ - الموسيقى البحتة تجد صعوبة في الوصول للمتلقي وليست كالأغنية لأن الأغنية سهلة الفهم بمصاحبة الموسيقى، أما الموسيقى البحتة فتفسيرها صعب على المتلقي، أنها مقطوعة حرفية مجردة فقط، وهذه الصعوبة ليست في السودان فقط وإنما في كل العالم لا تجد مكانتها. ? هل يعني هذا انه لا يمكن انبعاث الموسيقى البحتة ووصولها للمتلقي وبالتالي نجاحها؟ - لا ، هي يمكن ان تصل وتنجح، والدليل على هذا النجاح الحفل الذي أحييناه في قلعة (قايت باي) ووجدت تجاوباً مدهشاً ومنقطع النظير، وهذا يعني أن المسألة تصل للمتلقي، ويمكن ان تجد مكانتها بمرور الوقت والتكرار. ? حدثنا عن إعادة إنتاج موسيقى الألحان القديمة للفنانين الكبار التي كان لك فيها تجربة خاصة تجربة الفنان عثمان حسين؟ - تجربة الفنان عثمان حسين تجربة متفردة، وكان قد طلب مني أن أقوم بذلك لسبب واحد وهو انه بدأ حياته موسيقيا، وكانت فكرته ان تكون الألحان موسيقى بحتة، وشاءت الأقدار أن يموت (وهذا شيء مؤثر جدا بالنسبة لي) فقبل وفاته بأربعة او خمسة ايام كنت اسجل النيل الأزرق، وقالوا لي أنهم سيعرضون التسجيل في مناسبة لأنه أعجبهم جدا، وللأسف كانت المناسبة اربعين وفاته. ? هل يمكن ان تكرر التجربة مع فنان أخر؟ - إذا كان من الممكن أن تتكرر التجربة فستكون مع الفنان محمد الأمين، وحلم الأماسي يمكن أن تكون سيمفونية. ? هل ستبقى بالقاهرة إلى حين موعد مؤتمر الموسيقى العربية في نوفمبر ام لك أنشطة أخرى؟ - لا، سأكون بالخرطوم، لأنني أعمل على توزيع العمل الموسيقي لتكريم الفنان محمد الأمين والذي سيكون عقب شهر رمضان المعظم.