الاستاذ صلاح الدين/ المحترم تحية طيبة قبل سنوات كتبت قصيدة منها:- «مشتاقين والرحلة بعيدة.. عصا الترحال ما قاست طولا..» وجرى المثل بين الناس بعصا الترحال التي قد تعني هجرة.. غربة.. سفر عصي النجمات.. أو خاطر يحلق بعيداً ليرتمي قريباً من الظلال.. تلك العصا بين حملها ووضعها.. يشتبك الذهاب مع الإياب والحزن بالفرح.. والبرق بالوعد. لم أتصور أن تغادر العصا منصة الترحال.. لتتكيء على منصة القضاء.. و.. رفعت الجلسة.. فلنترك للقضاء كلمته.. وسأنتقل بعصا الترحال الواردة أعلاه. وأهش بها ما علق بوجه الحقيقة من زيف طائر.. وأحصد بها مآرب تبقى للذكرى والانحياز الى الجمال. القصيدة أخرجها علي أحمد للناس لحناً شجياً.. وتسامى بمفرداتها الى أعلى مراقي الطرب الأصيل. وقد كتبتها قبل سنوات وسنوات قبل أن تتحول الى إسم عمود.. وقد يكون للرسوخ الذهبي الإبداعي سبباً لاختياره ذلك الاسم.. وقد يكون لإرث الأمثال والعبارات الشائعة مدخلاً في ذلك الاختيار من حيث ان عصا الترحال مثلها مثل صباح الخير ومساء النور وإزيكم وأهلاً وسهلاً.. ملك مشاع للأقلام والأفواه. كتب شاعر الشعب محجوب شريف: ركزت على ضراك عصاي.. وكتب كثيرون.. في ذات المعاني والدلالات لعصىً إن حملتها تسافر وأن وضعتها تتكيء على فرح مؤجل. ولكن.. هل ترفع الجلسة؟... يمتعق لون الأشياء عندما نصف تلك الأشياء بغير خليط ألوانها.. وتستل الأحزان مدية الشوق إن غافلها حارس ليل لدى ركن الإفاقة.. الرحيل سر والإياب بوح هكذا تماثل الأشياء ظلال النشوء. المدن البعيدة.. عتباتها جواز سفر.. وأبوابها تستلقي على قفا الجدار ضاحكة ضحك الشامت.. الشوارع تنهب الخطى.. لتضعها على أرفف متاجر الأعضاء البشرية. ولكن الجلسة التي لم تُرفع.. هي عصا أمريكا. وليست عصا الترحال. أمريكا التي هاجمت بعصا الاستكبار مصنع الشفاء.. فباعدت بين أنة المجروح ومصل الأنين. فتنعقد لها الجلسة تلو الجلسة حتى تنجلي الحقيقة التي هي بلا شك ظلم وتعسف أمريكي المولد والمنشأ.. مع التحية،،، المكاشفي محمد بخيت