أوراق منسية البحث عن غابة الأبنوس محمد سعيد شلي قريبى الأمريكى الجنسية لم تقف السنوات الطويلة التى عاشها فى ذلك البلد, بينه وبين إرتباطه وعشقه للوطن ولسان حاله يقول East or West Home Is Best.. ومن ( أعراض ) ذلك العشق تعلقه بالثقافة السودانية بكل ألوانها وأشكالها ويكن أعجابا خاصا للشاعر صلاح أحمد أبراهيم ويحفظ عددا من روائعه ويترنم كثيرا بأغنية – مريا- التى نظم كلماتها صلاح وأبدع فى لحنها وادائها الفنان حمد الريح والتى يقول فيها: ليت لي أزميل فدياس وروحا عبقرية.. وأمامى تل مرمر . لنحت الفتنة الهوجاء ..فى نفس مقاييسك تمثالا مكبر وجعلت الشعر كالشلال ..بعض يلزم الكتف وبعض يتبعثر. وعلى الاهداب ليل يتعثر .. وعلى الأجفان لغز لايفسر . وعلى الخدين نور يتكسر .. وعلى الأسنان سكر ..تأمل عزيزى القارئ هذا الوصف البليغ وهذه المفردات العميقة الدلالة ,الفتنة الهوجاء ,تل مرمر ,ليل يتعثر, لغز لايفسر ,نور يتكسر... ويعرج قريبى فى ترنمه وولعه بأشعار صلاح لأغنية الطيرالمهاجر فيهمس بصوت مترع بالحنين : فوت بلاد وسيب بلاد وأن جيت بلاد . تلقى فيها النيل . بيلمع فى الظلام . زي سيف مجوهر . بالنجوم من غير نظام . .. طلب ذلك القريب وهو فى حالة - جذب - بشاعره( المفضل ) صلاح , مساعدته فى الحصول على نسخة من ديوانه – غابة الأبنوس- بحثت عن الديوان ولكن ( للأسف الشديد ) لم أجد له أثرا بل أن عددا من أصحاب المكتبات والأكشاك لم يسمع ( أصلا ) بالديوان , وأخشى أن بعضهم لم يسمع بشاعرنا لكنه تظاهربمعرفته.. فأتجهت لباعة الكتب المفروشة الsecond hand ورجعت بخفي حنين .. وعلى طريقة القنوات العربية أستعنت بصديق وكان ذلك الصديق( والصديق حقا ) البروفسيور عبدالله حمدنا الله والذى نصحنى( باللجوء ) لمركز عبدالكريم ميرغنى بأم درمان .. وقبل ذهابى للمركز , إتصلت بالناقد أحمد عبدالمكرم ولكنه شكك فى أمكانية العثور على ( ضالتى ) بمركز عبدالكريم أو أى مكان أخر وحجته أن الديوان والذى طبع عام1959 يستحيل العثور عليه(بالهين ).. ويرى عبدالمكرم أن مثل هذه الأعمال النادرة وخوفا عليها من ( الإنقراض ) ينبغى أن تتبنى جهة أعادة طباعتها .. قطعا أنها وجهة نظر مقنعة .. وأذكر أن هناك دار نشر قبل سنوات – أعتقد أنها دار الخرطوم للطباعة والنشر- كانت لها تجارب ناجحة فى هذا الجانب وأنها أعادت طباعة مختارات من الأعمال الأدبية منها على سبيل المثال لا الحصر – صحو الكلمات المنسية – للنور عثمان أبكر.. وكتاب ذكرياتى فى البادية لحسن نجيلة وأعادت طباعة عمل للشاعر مصطفى سند... وأناشد الوزير والأديب الممسك بالملف الثقافى فى البلاد الأستاذ السمؤال خلف الله وفى إطار مهرجان ليالى السودان الثقافية أن - يدق صدره- ويعلن عن تبنيه أعادة طباعة غابة الأبنوس والأعمال الشعرية الأخرى للشاعر الكبير والتى يمكن أصدارها فى مجموعة كاملة ..ويذكر أن لصلاح مجموعة شعرية ثانية بعنوان – غضبة الهباباي وأخرى بالعامية السودانية صدرت بإسم – محاكمة الشاعر للسلطان الجائر.. والى حين ( النظر ) فى هذه المناشدة, ألتمس تعاونك عزيزى القارئ فى البحث عن غابة الأبنوس.