جسد السودانيون ملحمة وطنية في احتفالهم بالذكري «52» لاستقلال بلادهم والهب حماسهم النشيد الوطني «نجن جند الله جند الوطن» في ليلة الشعر مساء الخميس بنادي الغزال ، شارك فيها ثلاثة من فحول الشعر والادب ينتمون الى وهج الابداع والموقف الملتزم الى جانب الشعب في تطلعاتة وآماله وآلامه ، واستخرج الشعراء فضيلي جماع ، وازهري محمد علي ، وهاشم صديق دررهم النفيسة ولم يصمتوا ازاء قضايا الوطن. السفير السوداني ابراهيم فقيري خاطب الحفل مهنيئا بعيد الاستقلال ومتمنيا للشعب السوداني التقدم والازدهار داعيا الجميع لوضع الوطن في حدقات العيون واشاد بمتانة العلاقات السودانية - القطرية التي تشهد تطورات مثمرة للشعب السوداني وخاصة ان اياد الخير في قطر ، حكومة وشعبا، قد وقفت سندا وعضدا لاهل السودان في دارفور وفي شرق السودان وفي الخرطوم وفي كل المجالات الانسانية والاستثمارية والتنموية ومنوها بدور شركة الديار القطرية واسثمارها في السودان وختم بقوله «مساعدات قطر لا تحصى ولا تعد» . رئيس الجالية السودانية الاستاذ عبد المنعم ابوتفه ، حيا الرعيل الاول من جيل الاستقلال ومؤتمر الخريجين والاحزاب ، والزعيم اسماعيل الازهري الذي رفع علم الاستقلال ، ورفقاه الميامين حيث توجت الحكمة باعلان الاستقلال من داخل البرلمان من عبد الرحمن دبكه وثناه مشاور سهل جمعة ، وترحم على شهداء الحركة الوطنية ، وثمن نضالالشعب السوداني الذي مهر بدمائه الذكية استقلال ارضه الطاهرة .. وحضر الاحتفال اعضاء المكتب التفيذي واعضاء الجالية ومن السفارة السودانية السفير عوض حسين والوزير المفوض محمد الحسن .وافتتح السفير السوداني ورئيس الجالية المعرض التشكيلي الذي اشتمل على لوحات رسمها تشكليون سودانيون في الدوحة هم محجوب بابكر واسلام كامل وعبد العظيم محجوب ، ونور الهادي عبد الله وعصام ابراهيم وابراهيم حسين وقام الزميل محمد يوسف بتقديم الشرح عن كل لوحة . كما اقيمت ورشة رسم صباح الجمعة للاطفال بمركز اصدقاء البئية واشرف عليها اسلام محجوب . الشاعر والروائي والناقد فضيلي جماع المقيم في بريطانيا ، قدم الليلة الشعرية بلغة مترعة بحب الوطن حيث عدد قائمة الشرف للرعيل الاول من الحركة الوطنية ورموز الوطن الان ، قدم السهل الممتنع وكان تماما كلاعب الكركيت ، المتعددة المواهب والمهارات ، ولم يخلو حديثه من الدعابة والطرفة ، وهو صحافي وكان محرراً بملحق »الايام« الثقافي في السبعينات ، وتمرده جاء من كونه مولعا بقصائد الحب والغرام.. الشاعر ازهري محمد علي «ابووضاحة» ، في قراءاته الشعرية لامس وجدان الناس ، وطافت موجة من الاحاسيس الجميلة بكل حواف المكان وتردد صداها ، وصوته مشبع باحسيس المعاني التي تغني بها العديد من الفنانين وخاصة الراحل المقيم مصطفى سيد احمد ، واهاج ذكريات الشجون وكانه طفلا قاسى وحشة الليل ، لكنه استثار خيال محبيه الى ذلك الزمن الجميل ، واشعل جذوة الشعر كنيران عصية على الخماد تلهب الاحساس بالوجد . الشاعر والمسرحي هاشم صديق ، الهمه اله سبحانه وتعالى زوايا الرؤية والكلمات وهو شاعر مصادم ويقول عنه الكثيرون انه»مثير للجدل» ولكنه يرد بانه لن يقف بعيدا عن قضايا شعبه ووطنه وان المبدع عليه ان يقف في صف المواجهة ويفتح صدره لعواصف الاسباب والنتائج» ومشى في درب الكاتب، ورد البرقية وهو يتمنى ان يكون المبدعون فصيل المعارضة الذي ينحاز الى الجماهير ويتحد في مواجهة قوى الظلام ويساهم في تفجير وعي الناس والدفاع عن حقوقهم باستماته وان يساهم في وضع طوبة في صرح البناء العام . ويتحدث صديق مساء اليوم الاحد في ندوة بعنوان «دورالمسرح السوداني في الحركة الوطنية» بمركز اصدقاء البيئة . ودرس الحسرة.