حط الرحلة الفرنسي راشد تريمشي رحالة بالخرطوم الآن بعد ان عرف السودان من كوة دارفور وصوت الحرب وصور الحريق، إلاّ انه انتحى ركناً قصياً وغدى ينقب في ارض السودان الكبير وانسانه وثقافته وفكره فادرك ان حجم المأسأة رغم فداحتها إلاَّ انه لا يكشف ماهية انسان السودان الذي عرف القليل عنه وجلس يكتب عن السودان اربعين مقالاً عبر الشبكة العنكبوتية، ثم شد رحاله الى السودان ليصبح الدولة رقم (189) في دفتر زياراته لدى العالم، ويريد ان ينضم السودانيون الى «النادي العالمي للرحالة» بباريس ليفتحوا صفحة حياتهم الثقافية ليعرفهم الناس. -- ? حدثنا عن فكرة انشاء ناد للرحالة - الهدف الذي من اجله ولدت فكرة النادي ليس هدفاً سياسياً ولا مالياً ولا اقتصادياً بل هدفاً ثقافياً يدور حول الفلسفة. ? اي فلسفة؟ - ان الرحالة انسان على الاقل زار خمسين دولة، بحسب ان في هذه الزيارات تتبدل وتتغير في عقله ووجدانه كثير من الصور الحية والمتخيلة عن الانسان على امتداد الارض عن تلك سمعها ومن خلال سفره عبر ألف رحلة طيران مع اعتبار كل رحلة مغامرة مختلفة، وتجربة مع أناس مختلفين تقترب منهم وتعرفهم وبالتالي تغدو قريباً منهم وعندهما ستعرف ان الانسانية شيء واحد. ? انها فلسفة مكلفة؟ - لا، ليست كما تبدو، وحسب تجاربنا وشعاراتنا بأن لا حدود للمال ولا حدود للجنسية وهما المشكلتان الانسانيتان اللتان يعاني منهما البشر، بجانب مفارقة الالوان لذا من خلال معرفة الناس في مناطقهم وجغرافيتهم ستعرف ايضاً ان لا قيمة تعلو على قيمة الانسان كونه انساناً وما يوصلنا لذلك هي المعرفة الحقيقة للانسان عبر الترحال والسفر. ? وهذا موجود في كل المياديء الانسانية؟ - ما يحول بين المعرفة بين الانسان والانسان هي «الثقافة» ومهنة الرحالة الدخول الي ثقافة الآخر وتلمسها في مواضعها ورأس مال العالم وثروته الكبيرة هي الثقافة وهي مفتاح الحياة. ومعرفة ثقافة الآخر لا تقدر بثمن ومثلها مثل رأس مال الف بنك «عالية» تقلل الخلافات والفوارق وتتيح الفرص لكي يقترب الانسان من الانسان. ? عرفت السودان عبر ازمة دارفور وجئت إلى الخرطوم لتقول ماذا؟ - لست وحدي من عرف السودان عبر ازمة دارفور فالسودان في العالم الخارجي هو ازمة دارفور ولم تتلبسني ردود الفعل كالآخرين المتظاهرين والذي لا يرون السودان إلاَّ عبر تلك الصور ، لايماني بأن السودان عريض باهله وان في ذات ارض دارفور جمال مترع وكثير لذا جئت لمعرفة السودان وانسان السودان اكثر، وقبل ان احضر لانني اهتم بالثقافة وعرفت كثيراً عن الثقافة السودانية وعن انسان السودان، في امتداد السودان فقد حضرت لأ كمل الصورة وكتبت اربعين مقالاً عن السودان تعرف بانسان السودان وحقيقة السودان. ? وهل تفلح طريقتك هذه في فك تعقيدات السياسة؟ - بالتأكيد فمعرفة الرجال كنز ومعرفة العالم كنز كبير والمطلوب ان يعمل السودانيون على خدمة انفسهم ويتحدثوا عن ثقافتهم واشيائها القيمة ليعرفهم العالم وبالتالي ستتساقط كل الصور السيئة التي يرسمها الساسة والمتشائمون. ? اليست هذه الطريق طويل؟ - لا، نحن لا نتعامل مع السياسة المباشرة والقصيرة ولكن طريقتنا الثقافية هذه طريقة ناجعة واتت ثمارها ومنحتنا منظمة الاممالمتحدة جائزة تقديرية لدفعنا بعملية السلام في العالم بهذا والاسلوب الذي يجعل السلام الانساني راكزاً وراسخاً. ? وتتوقع ان ينضم السودانيون لعضوية النادي؟ - تماماً وانا اعرف الف شخص من السودان زاروا خمسين دولة وهناك كثر، ويمكن ان ينتظر آخرون في خانة ما نسميه بالعضوية المتربصة لهؤلاء الذين زاروا (25) دولة. ? هل يسهم النادي في تكاليف رحلات عضويته؟ - الذين يعشقون السفر والترحال يعرفون انه ليس امراً مكلفاً ولا مرهقاً مادياً واسرة النادي عبارة عن اسرة واحدة في العالم ولدينا كتيب لعضوية هذه الأسر والذي يوفر للرحالة مكاناً للسكن منخفض التكلفة ورفقة تقدم له العون. ? بالضبط كيف يخدم النادي السودان؟ - هناك (86) عضواً يتأهبون للسفر الى السودان وسيكتبون عن انسان السودان وثقافة السودان وهذه الاشياء الصغيرة وبالمناسبة نحن كلمتنا مسموعة ومن بين (15) الف جمعية ناشطة في مجال السلام حزنا على جوائز من المنظمات الدولية الداعمة للسلام. ? متى بدأت السفر؟ - انا بدأت السفر وعمر (16) عاماً كنت صبي كشافة وسافرنا في رحلة كشفية من تونس الى مرسيليا وهناك غادرت معسكر الكشافة وعبر الاتوستوب بدأت اول رحلاتي حول العالم ووصلت الى القطب الشمالي، والآن اسست نادي الرحالة بباريس. ? انت الآن رئىس النادي في هذه الدورة ما هو برنامجك لخدمة السودان؟ - توجد لدينا مقار للنادي في (186) دولة افريقية إتمنى دخول السودان للنادي لان حال معرفة (186) للسودان معرفة حقيقية تكون بداية لحل ازمات كثيرة تواجهه سببها الأول عدم المعرفة. الأمر الآخر تصدر كل شهر مجلة ثقافية بكل اللغات الرسمية يمكن ايضاً ان تتوفر فيها مادة جيدة فقط تخيلي لو الاعضاء المنتسبون للنادي عرفوا السودان وكتبوا عنه ونشروا ذلك بلا جدل ستتغير كثير من الصور الذهنية المعروفة عن السودان الآن.