ذكراك يا عتباني في الجوانح لا تبلى وتنفد ثاقبة في الأعماق وبكل الفضائل تتجددُ وعلى الأحقاب زاهية بكل نبيل مؤطر كلما أمعن المرء فيها زاد بريقها يتوقدُ كلماتك الثاقبات ينضو البيان فيها بسحره متألقاً بفكر أريحي معطر وبالمكرمات منضدُ وقبهسا يضئ غياهب الظلمات من كل جهل غمييء شاحب ولهو يتمددُ وضعت للصحافة لبناتها الأولى بحنكة ودقة وكنت لها موئلاً حفياً حدياً ملكاته تتعددُ برأي عام مشرب بالحصافة والاصالة والحدب على رفعة السودان واستقلاله.. معزز ممجدُ وجمع ابناءه في بوتقة واحدة قوية مؤزرة لا يرومه الشقاق والتقعس والترددُ وكانت «الرأي العام» قدوة وصرحاً قويماً ونهجاً أصيلاً وعطاء زاخراً.. شمائله لا تحدُ صفحات التاريخ تزهو برجال عبقوا عطروا مسارب الحياة بالنبل والدأب القوي الصلدُ وكان قلمك.. يا عتباني.. طلقاً حراً شامخاً بالمكرمات في عزة وإصالة وصدق ولا يرومه الملق والكيدُ رجال عركوا الحياة بصدق وما بدلوا وذكراهم في القلوب تطيب على مر الزمان وتخلدُ وهي لنا وللأجيال من بعدنا زخراً شامخاً نهتدي بهديها ونسير على دربها الميمون المؤكدُ وكنت لها - يا عتباني- عنواناً ومنبعاً ثراً تنساب من معينه المعاني الساميات وتنضدُ تشربت الصحافة من فيضه وازدهت بكل جليل عبق يزهو بالصدق والاخلاص وينفردُ نم في غبطة وهناء وذكراك شامخة لا تنضب وأنت في صون الإله مدثر ومؤيدُ