تعتري الموسم الزراعي الصيفي بالبلاد بعض المصاعب والاشكالات التي بدأت تلازمه، وانتقل بعضها الى موسم الدميرة في بعض المناطق، ويحذر المسؤولون في مجالي الزراعة والري من مغبة انتقال بعض الاخفاقات الى موسم الشتوي الذي يعول عليه كثيراً خصوصاً في زراعة القمح وبعض المحاصيل الشتوية التي تدخل في المكون الغذائي للسكان، وتخوف الكثيرون من وقوع مجاعة ونقص في الانتاج مع الزيادة المضطردة في الاستهلاك بالبلاد (الرأي العام) توجهت بعدة اسئلة لوزير الدولة بوزارة الزراعة والغابات (م) عبد الرحيم علي حمد الذي اوضح ان المتهم الأول في مشاكل الزراعة هو تأثيرات التغيير المناخي الذي يسود العالم وتأخر هطول الامطار، واضاف: بعد هطول الامطار وتوزيعها جيداً، إتجه المزارعون الى زراعة محاصيل كثيرة وفي مساحات أكبر من المواسم السابقة وتابع: (لكن انقطاع هطول الامطار والتوسع في القطاع المروي الذي عادة يحتاج الى ري تكميلي خاصة في مشروع الجزيرة والسوكي ادى الى عطش الزراعة في آن واحد، كما صاحب ذلك الاطماء ونمو الحشائش التي ادت الى الاختناقات في الترع). واشار الوزير الى ان عملية ازالة الاطماء تحتاج الى نظرة جادة أكثر من جهات الاختصاص، وان تجربة هذا الموسم تستدعى الوقوف عندها بكل صدق وصراحة حتى لا تتكرر مرة ثانية، وان تبدأ إزالة الاطماء في موعد مبكر لا يتعدى ما بين ديسمبر حتى ابريل، وأوضح عبد الرحيم ان استخدام طلمبات الري بالترع اجراء غير سليم ومكلف للمزارعين في المشروعات المروية، ولكن بعض المزارعين يرون انهم مضطرون لذلك معرباً عن ان تعالج هذه المشكلة وحدد الوزير المناطق الأكثر تأثيراً بالعطش نتيجة لشح الامطار بالجزء الشرقي من النيل الابيض وشمال الرنك، وشمال القضارف مبيناً ان هنالك مناطق لم تتأثر كشمال وجنوب كردفان والجزء الشرقي من جنوب كردفان المتاخم لولاية النيل الازرق ويقول رغم انها عانت، لكن الامطار بدأت تهطل اخيراً، كما لم تتأثر غرب دارفور وجنوبها وايضاً جنوبالقضارف التي يتخوف اهلها كثيراً وخرجوا لصلاة الاستسقاء طلباً للغيث، ويؤكد الوزير ان الرؤية ستتضح بنهاية الاسبوع المقبل بعد ان القيام بجولة تستمر حتى نهاية الاسبوع الحالي للوقوف على الموسم الزراعي وحقائقه، والمساحات المتأثرة حتى تستطيع ان تضع سياسات تضمن الأمن الغذائى للبلاد، وقال الوزير ان المعالجات ستتم بعد التقييم عبر الجولة المحددة. وحول الاستعدادات للموسم الشتوي الذي يقف على الابواب وقال الوزير ان الاستعدادات لم تبدأ حتى الآن، ولكن بالامكان اللحاق بذلك والوقت مناسب ونأمل ان تزرع مساحات أكبر بنهر النيل والشمالية لتعويض المفقود من القطاع المطري والمروي بالجزيرة، وقال: قمنا باتصالات مع الشركات الاستثمارية للدخول في هذا الموسم بقوة أكبر، واضاف: من المفترض ان تقدم في اليومين القادمين افادات مكتوبة عن مساحاتها التي تدخل بها الموسم بعد ان امهلناها فترة شهر لذلك بعد اجتماعنا معها في رمضان الماضي الذي طالبنا فيه بوضع خطة مستقبلية للمساحات التي منحت لهم، وقال عبد الرحيم نأمل ان تصلنا افاداتهم. وأوضح عبد الرحيم ان مشكلة مشروع حلفاالجديدة تكمن في القطوعات المتكررة للكهرباء التي تؤثر على طلمبات الري وتابع: (نأمل ان ينتظم التيار الكهربائي حتى لا يتسبب في الإضرار بالموسم الزراعي) وقال: لا توجد مشكلة في كميات المياه المخزنة، واوضح عبد الرحيم ان المشاريع التي لم تتم كهربتها بعد سوف تقوم على طلمبات الديزل، واشار الى ان برنامج كهربة المشاريع مستمر وسوف يكتمل ويحتاج لبعض الوقت، وأمن عبد الرحيم علي ان الحلول لمشاكل الزراعة تكمن في التوزيع العادل لموارد المياه والترشيد الجيد، مع اعطاء الاولوية لبعض المحاصيل لمعالجة أمن الغذاء بصورة جادة وان يوفر بكل انواعه.