يمتلك السودان ثروة حيوانية تقدر بحوالي (134) مليون رأس وذلك حسب تقديرات العام 2005م حيث بلغ عدد الابل حوالي ( 3.9) مليون رأس والماعز( 42.5) مليون رأس والابقار حوالي (40.4) مليون رأس كانت كفيلة بأن ترفع من مستوى المنتجات ورغم ورش العمل التي تنادي بالنهوض بالقطاع إلا ان هناك الكثير من العقبات تداخلت وحدت من دخول المنتج الحيواني الاسواق وعلى رأس المنتجات ( الجلود-الالبان) التي فقدت سوقها وتعتبرالابقارالمصدرالاول للالبان في السودان إذ تبلغ مساهمتها (74.7%) مقارنة مع الانواع الاخرى من الحيوانات التي تنتج الالبان «البطانة والكنانة»، واهم السلالات الاجنبية الفريزيان التي كشفت البحوث ان السلالة الاجنبية اكثرعرضة للاصابة بامراض الحيوان وان ملاءمتها للظروف المناخية غيرالمناسبة، فيما نجد ان انتاجيتها أعلى من الحيوانات السودانية وتقدرالالبان المنتجة في السودان بحوالي (7.1) مليون طن سنوياً ويقدرالانتاج من السلالات المحلية بحوالي (90%) من الانتاج الكلي. وتؤكد الدراسات ان الكمية المتاحة من العلف لغذاء الحيوانات في المراعي الطبيعية بلغت (104%) بنسبة مساهمة(100%) مما ادى الى زيادة الفجوة في تصنيع الالبان. وأجمل خبراء الاقتصاد المشاكل التي تواجه انتاج الالبان في نمط الرعي التقليدي وضعف القدرة الانتاجية والتناسلية للسلالات والارشاد البيطري وقلة الكوادرالمدربة مع انعدام مراكزللتدريب في مجال انتاج وتصنيع وتسويق الالبان. واشاربعض الخبراء الى ارتفاع تكلفة تغذية الحيوان وعدم توافر الاعلاف الخضراء بكميات وافية إضافة للزحف حول المشاريع الزراعية على حساب المراعي، وعدم تنفيذ برامج التحسين الكمي والنوعي للاعلاف بجانب عدم الاستفادة من كل المخلفات الزراعية والصناعية وضعف الامكانيات في مراكز تقديم خدمة صحة الحيوان ورغم اهمية القطاع إلا ان الدولة ساهمت في اضعاف آليات الانتاج والتصنيع والتسويق. وارجع المراقبون ذلك إلى ضعف السياسات القائمة لتمكين القطاع الخاص من الإطلاع بالدور الرائد في عمليات الانتاج وتنظيمات المنتجين والمصنعين وغياب آلية التنسيق الفاعلة. وأجمل الخبير الاقتصادي محمد احمد الجاك مشاكل القطاع الحيواني في غياب آلية مناسبة لتطوير واستغلال الالبان المنتجة وادخالها دورة الاقتصاد الوطني، والزيادة المستمرة في واردات لبن البدرة التي حرمت المنتج المحلي ودعمت الخارجي كذلك يواجه ضعف التمويل الذي لاتلائم شروطه طبيعة ونشاط القطاع، إلى جانب قلة مساهمة البحث العلمي في تطويره. واوضح مصنعو الالبان ان عدم وجود مراكزلتجميع الالبان اثر على القطاع ،وان أغلب المصانع اعتمدت استخدام البان البدرة بديلا عن الالبان الخام المنتجة محليا لعدم الثقة في جودة الالبان، عدم الاخذ والاستفادة من التجارب الناجحة لكثيرمن الدول التي توافق ظروفها المناخية والاقتصادية كما ان تسويق وتداول الالبان يتم بصورة بدائية تنعدم فيها الاسس العلمية السليمة لتداول هذه السلعة الحساسة . وشكا المصنعون من ارتفاع تكاليف التصنيع الناتجة من ارتفاع اسعارمواد التعبئة والكهرباء مع عدم توفرهما بانتظام اضافة للرسوم الحكومية والتكاليف الادارية الأخرى . الى ذلك يبلغ عدد المصانع التي تعمل في مجال تصنيع الالبان (12) مصنعا تتراوح طاقتها الانتاجية بين (15- 6) طناً في اليوم من بينها ستة مصانع معطلة. وتوقعت وزارة الصناعة ان يبلغ الانتاج في مجال الالبان بنهاية العام الحالي (7.5 ) مليون طن . ودعا محمداحمد ابوكلابيش وزير الثروة الحيوانية إلى الاهتمام بالمنتج وتحسين السلالات واشارالى انهم مستهدفين ترقيتها الى سلالة نموذجية لانتاج اللبن في المناطق الحارة وتشجيع القطاع الخاص للاستثمارفي مجال تحسين النسل ،وانشاء المعامل المتخصصة في مزارع العجلان المحسنة مع وضع السياسة الرقابية للتحسين الكمي والنوعي للاعلاف لرفع الانتاجية من (10-30 ) الى جانب إعادة تأهيل محطات بحوث الانتاج الحيواني ودعم مدخلات انتاج اللقاحات والامصال والاعفاء من الرسوم والضرائب.