منذ وفاة قرنق وبداية تنفيذ اتفاقية السلام وتكوين حكومة الوحدة الوطنية- هكذا اسمت نفسها، بين شريكي نيفاشا وآخرين اقل وزناً وحجماً وأثراً ظل المؤتمر الوطني يلعب على الصراعات داخل شريكه الكبير - الحركة الشعبية، اذ كان يرسم على ان الحركة بها جناحان - رئيسان جناح اولاد قرنق وجناح سلفاكير، والمؤتمر يعلم تمام العلم ان الجناح الاول جناح أولاد قرنق هو الاقرب لوحدة السودان لانه يضم شماليي الحركة الشعبية كما أن قادته من الجنوبيين من بقايا الآيدولوجية اليسارية التي تقدم الصراع الطبقي على ما سواه من الصراعات الاثنية والدينية والجهوية، اما الجناح الآخر الذي يمكن تسميته بالقومي الجنوبي فهو جناح انفصالي يحسب في الايام ليأتي العام 1102م ويفرز الجنوب عيشته، هذا الجناح ليست لديه احلام في الشمال. وزاهد فيه بينما الجناح الاول يريد الوحدة ولكن على أسس جديدة تستلزم تغيير الذهنية الحاكمة في الشمال تأسيساً على هذا إتخذ المؤتمر الوطني موقفا عدائياً من هذا الجناح وقرب إليه الجناح الآخر واستمر هذا الموقف بهذه «الكجنة» الى أن تسارع تطور الاحداث، فكان ما كان من العيد للعيد فاختلطت الكيمان ويبدو أن هناك فرزاً جديداً لها. كينيا التي «تهدي الناس اصبحت محتارة تبحث عن هداي» ويقال إن الحركة الشعبية كان لها موقف غير محايد مما يجري في كينيا، وانها دعمت المرشح اودينغا وأن وزير خارجية كينيا الذي زار السودان حديثاً جاء يحمل شكوى للخرطوم من تدخل سوداني في الاوضاع الكينية، وبدأ الهمز والغمز من جديد، في تقديري الخاص إن السودان يمكن ان يكون له دور في الشئون الكينية مثلما كان لكينيا وما زالت مدخله يدها كلها في الشأن السوداني علنا ومن وراء حجاب، بل كانت المتعهد الدولي للسلام والاغاثة في جنوب السودان وقد أصابها خير كبير من ذلك فبالتالي يحق للسودان ان يطالب بدور في المشكل الكيني وهذا الدور يجب ان يكيف على حسب مصالح السودان. فالمرشح أودينغا هو الاقرب للمصلحة السودانية فهو من بقايا اليسار ومن الداعمين لدخول الصين في كينيا ويحظى بدعم كامل من المسلمين في كينيا قد لا يكون معادياً لامريكا ولكن موقف امريكا من كيباكي سوف يحدد موقفه الجديد منها، الخوف كل الخوف ان يتحرك جناح داخل المؤتمر الوطني ويطالب بدعم كيباكي نكاية في الحركة الشعبية، اي يقدم التكتيكي على الاستراتيجي كما حدث تجاه اجنحة الحركة الشعبية حقيقة كانت ام متوهمة فالمهم ان هناك موقفاً اتخذ، بناء عليه بعد عيد الاضحى عادت الحركة إلى الحكومة والواضح ان العناصر التي كانت موسومة بأنهم اولاد قرنق قد كسبوا الجولة وفرضوا التعديل الوزاري الذي كان «يتزاوغ» منه المؤتمر الوطني و«مشت» الاتفاقية «تش» فكانت عملية اعادة الانتشار وقبلها كانت عملية ضبط النفس في معارك قرنتية والميرم ويبدو أن روحاً جديداً قد حلت في جسد حكومة الوحدة الوطنية ويبدو ان الامر تجاوز المواثيق والاتفاقيات الى الملح والملاح و«القراصة» يوم الجمعة وحاجات تانية حامياني، ويبدو أن قصة ريدة جديدة بدأت تنمو بين الشريكين، ونتمنى أن لا تكون الروح الجديدة «فجة موت» يعقبها إعصار مدمر ولكن ولضمان استمرار الروح الجديدة وتجذيرها يستحسن ان تتسع دائرة المحبة و«عوازيم» القراصة و«تكبير» الصحن كي يجلس حوله اكبر عدد من السودانيين والاهم من ذلك تقديم الاستراتيجي على التكتيكي والآجلة على العاجلة