في الفترة الأخيرة حدث تحول جذري في الخطاب السياسي للدولة.. وقد عبر عن هذا التحول السيد المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية، من خلال المؤتمر العام للمؤتمر الوطني.. وكذلك من خلال مخاطبته لدورة المجلس الوطني الأخيرة التي بدأت قبل يومين.. وكذلك في خطاب السيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه.. أثناء مخاطبته مؤتمر الفكر والثقافة. ومجمل ما جاء في هذه الخطابات هو التأكيد والحرص على إكمال عملية التحول الديمقراطي وتنفيذ كل بنود اتفاقية نيفاشا.. والعمل حثيثاً على حل مشكلة دارفور حلاً جذرياً، وأهم ما جاء في الخطاب الإعلامي والسياسي، هذا بالإضافة.. الى إطلاق دعوة صادقة للأحزاب والقوى السياسية السودانية كافة للتواثق ووحدة الصف الوطني لمواجهة القضايا المصيرية التي تواجه البلاد، بدلاً عن التشتت والتناحر اللذين أصبحا سائدين في المشهد السياسي السوداني وفي الساحة السياسية السودانية. إن الحوار الواسع الذي دعت له قيادة البلاد ممثلة في الرئيس والنائب يجب أن يجد تجاوباً كاملاً.. من الأحزاب والقوى السياسية السودانية كافة.. حتى تتجاوز البلاد أزمتها الحالية. لقد أكد الرئيس ونائبه على إصرارهما لقيام انتخابات حرة ونزيهة وتسليم السلطة لمن يختاره الشعب السوداني. إن ما طرحه الرئيس وحزب المؤتمر الوطني.. من خطاب سياسي مقبول من الجميع يمثل اختراقاً قوياً في السياسة السودانية، ومن شأنه أن يعيد للشعب السوداني تماسك قواه السياسية والعمل يداً واحدة من أجل البناء ومن أجل التداول السلمي للسلطة.. ومن أجل السلام والاستقرار. إن الكرة الآن في ملعب الأحزاب والقوى السياسية.. لتبادل المؤتمر الوطني التحية بأحسن منها.. ولتنخرط في جبهة وطنية قوية تنفذ برنامج المرحلة وتحقق أشواق الشعب السوداني.. في الحياة الحرة الكريمة. إن التناحر السياسي والتشتت الحزبي.. هو السبب الأساسي في المشاكل التي تعاني منها بلادنا، وسبب أساسي في كل الأزمات التي عاشتها بلادنا منذ فجر الاستقلال وحتى الآن. إن كل البلاد التي تخلفت عن ركب التقدم والتنمية والاستقرار.. كان التناحر الحزبي والركض خلف كراسي السلطة والتحالف مع الشيطان سبباً أساسياً في ذلك.. وهذا ما نسير عليه الآن. وأنظروا ما حدث الآن في العراق منذ الاحتلال في العام 3002م.. قتلى بالملايين ومشردون بالملايين.. وحزنت عندما سمعت صباح أمس من هيئة الإذاعة البريطانية برنامجاً مع المجاهدات العراقيات اللائي فقدن أزواجهن بسبب الغزو الأمريكي.. حيث أكدت الإذاعة أن عددهن تجاوز المليون ونصف المليون امرأة يعشن مع أطفالهن في مخيمات في إحدى مدن بغداد. وسبب الحرب الأساسية.. هو المعارضة العراقية التي فشلت في الوصول الى السلطة واستعانت بالدبابة الأمريكية والصاروخ الأمريكي ليمهد لها الجلوس على سدة الحكم.. وعلى جماجم شعب العراق الأبي. هل تريد المعارضة السودانية أن تستعين بالأجنبي.. من أجل الوصول الى سدة الحكم من أجل أن تحكم؟ لقد كانت كل تجارب الحكم في السودان فاشلة أو شبه فاشلة.. لأنها لم تحقق أية إنجازات ما عدا النظم الشمولية.. ولكن حب الشعب السوداني للديمقراطية يجعله يسرع بإسقاطها ثم تأتي الديمقراطية.. وعندما تفشل في تحقيق الإنجازات.. يهتف بسقوطها. المؤتمر الوطني.. طالب أكثر من مسؤول فيه بتجديد القيادات.. وهو أمر مطلوب من أجل ضخ دماء جديدة في شرايين الوزارات والمؤسسات.. وفي المقابل نفسه فإن أحزاب المعارضة هي أكثر حاجة لتجديد قياداتها.. التي تربعت على عرش أحزابها منذ فجر الاستقلال وحتى الآن.. وتحول بعض قادتها الى «كرادلة» جدد أشبه بكرادلة مجلس السوفييت الأعلى سابقاً، أصغر شاب فيه كان عمره «75» عاماً. المهم.. من أجل مصلحة الوطن العليا.. يجب التجاوب وبإخلاص مع دعوة الرئىس ونائبه.. وكل قيادة الحزب الحاكم لتوحيد الصف.. وإكمال التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.. وتجاوز القضايا والملفات الخلافية كافة. ومن هنا نطالب الحركة الشعبية بالتعامل بشفافية كاملة.. فهي لا يمكن ان تكون حاكمة ومعارضة في الوقت ذاته.. وما معني إشتراكها في مؤتمر جوبا الذي أعاد التجمع الديمقراطي السابق بكل خيباته وفشله. وقد أراد البعض أن يعود الى الاحتواء من جديد من خلاله.. لكن الوقت قد مضى.. وليست هناك فرص تُعاد مرة اخرى. والله الموفق وهو المستعان. أحمد النفيدي يتجاوب مع الحالة المزعجة والمرعبة رجال الخير في بلادنا ما زالوا كثر.. وما زالوا بألف خير.. وأود هنا أن أشيد برجل الأعمال الشاب الاستاذ أحمد بشير النفيدي الذي استجاب فوراً لمساعدة حالتبن من الحالات الثلاث التي كتبت عنها في هذه النافذة تحت عنوان حالتان مزعجتان والثالثة مرعبة. واتصل بي الاستاذ أحمد النفيدي مبدياً استعداده للمساعدة في علاج المقدم «م» إبراهيم الذي يحتاج لإجراء عملية في القلب. .ولحل مشكلة الشابة الحسناء.. التي تريد أن تبيع كليتها من أجل توفير المأكل والمشرب لأطفالها الأربعة. وكثيرون تجاوبوا مع قصة هذه المرأة لكن معظمهم عرض عليها الزواج.. وهو أمر لم يكن وارداً في ذهنها.. لأن هؤلاء يعتقدون أن الزواج منها يكفل لها معيشة جيدة هي وأطفالها.. لكنها لا تريد ذلك وقالت إنها لا تريد أن تخرب بيتاً مستقراً من أجل قصتها الشخصية. وما زال الباب مفتوحاً للإسهام.. في هاتين القضيتين.. أما القصة الأخرى التي نأمل ان يسهم في علاجها رجال الخير.. قصة الرجل الذي أصيب بمرض في العصب البصري ويحتاج للعلاج قبل ان يفقد بصره، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. ولا بد من الإشادة بمبادرة الاستاذ أحمد النفيدي.. فقد ورث الرجل وإخوانه الكرم والشهامة من والدهم الفارس الراحل. أشكرك أخي أحمد شكراً جزيلاً.. ونسأل الله لك التوفيق والنجاح والصحة المستدامة ولأشقائك أمين ومأمون النفيدي.