أنهى الجانبان السوداني والتشادي مباحثاتهما التي استمرت ليومين بانجمينا بإصدار بيان مشترك أَكّدَا من خلاله على الإلتزام بالاتفاقيات الموقّعة بين الطرفين من قبل، وعدم الحاجة لأيِّ اتفاقيات جديدة. وقال د. غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، رئيس الوفد الحكومي لانجمينا عقب عودته أمس من تشاد: إنّ الجانبين أكدا بأنّ لا حاجة لإتفاقيات جديدة، وأضاف: الاتفاقيات موجودة أصلاً وما ينقصنا التطبيق والعزم على إنفاذها، وأكد د. غازي الترحيب بكل الجهود الخارجية لتطبيع العلاقات بين البلدين، التي قادت للاتفاقيات، وقال ل «الرأي العام» بالمطار: الزيارة لانجمينا جاءت مُتأخِّرة جداً لأن الأصل في العلاقات بين البلدين التّميُّز والقوة.. وكشف عن لقاءات غير رسمية تمّت في الأسابيع الماضية بين الطرفين، قال إنّ آخرها كان لقاؤه مع وزير الخارجية التشادي موسى فكي على هامش الجمعيّة العَامّة للأمم المتحدة، وأضاف: «في هذا اللقاء اتفقنا على ضرورة تبادل الزيارات وأن يكون بيننا حوارٌ مفتوحٌ يتناول القضايا العالقة»، وأشار إلى أنّ السودان بادر بأن تكون الزيارة الأولى من قبله، وتابع: «نأمل ونتطلع وسنعمل على أن تكون هذه الزيارة فاتحة لصفحة جديدة وعلاقات جديدة». وقال إنّ هذا سَينعكس على استقرار وسلامة السودان، خَاصةً أهل دارفور. وأشار د. غازي إلى تركيز الجانبين خلال المباحثات على العلاقة الثنائية المباشرة مع التقدير للجهود الخارجية للتوسط بين البلدين، وقال: «ستُجرى الاتصالات لاطلاع الإخوة الذين تَوَسّطوا من قبل على مجريات ونتائج هذه الزيارة».من جانبه قال عبد الله الشيخ سفير السودان بانجمينا، إن الجانبين التشادي والسوداني اتفقا عقب جولة من المباحثات على مواصلة الحوار بين الجانيين خلال أسبوعين بالخرطوم، وقال السفير إنّ الخرطوم وانجمينا اتفقتا على تنفيذ الاتفاقيات السابقة ووقف الأعمال العدائية بينهما. وفي السياق قال محمد حسين مرسال وزير الإعلام التشادي، ان الحديث عن تحسن العلاقات بين البلدين سابق لأوانه، وقال «لمرايا أف أم» إنّ ما تناولته الخرطوم حول نجاح المباحثات وإنهاء حالة التوتر ليس صحيحاً، وأكّد أنّها مجرد دعاية. وأَكّدَ ان السودان وتشاد على إرادة البلدين للتعاون التام لإعادة الوفاق والسلام النهائي وفقاً للاتقاقيات المبرمة بينهما.وبحسب بيان صدر أمس بانجمينا عقب ختام جولة المفاوضات بين وفد السودان برئاسة د. غازى صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، مسؤول ملف دارفور، والوفد التشادي برئاسة موسى فكي محمد وزير العلاقات الخارجية، فإن الجانبين تعهّدا بعدم القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بالعلاقات بين الدولتين، وأشار البيان لاتفاق الطرفين لعقد لقاء بينهما في أقرب فرصةٍ مُمكنةٍ بالخرطوم لتعميق الحوار والنقاش للوصول لتحقيقٍ كاملٍ لإرادة السلام، والتركيز على إعادة الثقة وتفعيل التعاون بين البلدين، وأوضح البيان أنّ وفدي التفاوض هنأ كلٌّ منهما الآخر لروح الصراحة والشفافية التي تميّزت بها المفاوضات. وأكد الوفدان على ارادة بلديهما بالتعاون التام والمخلص لإعادة الوفاق والسلام النهائي وفقاً للاتفاقيات المبرمة بين البلدين، وتعهّدا بعدم القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بالعلاقات بين الدولتين، وأشار البيان إلى أنّ الوفد السوداني عبّرَ عن بالغ شكره للرئيس إدريس ديبي والحكومة التشادية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والعناية الخاصة التي حُظي بها أثناء الزيارة.