اختتمت بالخرطوم أمس المباحثات السودانية التشادية التي استمرت 24 ساعة، دخل خلالها الجانبان في مباحثات مطوَّلة، اتفقا خلالها على مواصلة الحوار السياسي وصولاً للتطبيع الكامل بينهما. وأعلن الجانبان تشكيل لجنة عسكرية أمنية فنية لإيجاد آليات عملية لتطبيق الاتفاقيات التي وقعت بينهما مؤخراً دون الحاجة لإبرام برتكولات جديدة، على أن تجتمع وترفع توصياتها للجهات المشتركة بعد شهر من الآن. وأكد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رغبة الخرطوم في تطوير علاقتها مع انجمينا، وأشارفي رسالة شفهية، حمَّلها لرئيس الوفد التشادي لنظيره إدريس دبي، لسعيه على تعجيل الخطوات في ذات الاتجاه. وكشف مبعوث الرئيس وزير الخارجية التشادي(موسى فكي) عن تشكيل لجنة بين الطرفين، ستعقد اجتماعها في الثامن من يناير المقبل بانجمينا على أن ترفع توصياتها ومقرراتها في الثاني والعشرين من ذات الشهر، موضحاً أن المباحثات شدَّدت على ضرورة تفعيل البروتكول الأمني الخاص بضبط حدود البلدين منعاً لمعارضتيهما من تنفيذ أعمالها العدائية. وقال للصحافيين بمطار الخرطوم أمس إن المحادثات الأولية ستعقد على المستوى الوزاري لإجراء المزيد من المشاورات، ولم يستبعد(فكي) عقد قمة رئاسية تجمع الرئيسين البشير ودبي حال توصل الطرفين لاتفاق عبر اللجنة الوزارية المشتركة، مشيراً للمجهودات التي تبذلها بلاده لحل أزمة دارفور وأكد تدخلهم في تفعيل الحوار الخاص لإقناع خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة للانضمام لمفاوضات الدوحة المقبلة اذا طُلب منهم ذلك ،منبهاً لقدرة بلاده وخبرتها في هذا الاتجاه، واصفاً المفاوضات التي أجريت بين الطرفين بالجيدة ،وأنها اتسمت بالصراحة وزاد(وناقشنا خلالها عدد من القضايا التي تعتبر خطوة أولى نحو التطبيع)، نافياً أن يكون عدم انفاذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين رغبةً في اللجوء للسلاح ورفض السلام وآلياته. وفي السياق أشار الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية مسئول ملف دارفور للاتفاف على منع الأعمال التي تشكل خطراً على حدود البلدين من معارضيهما، واعتبر تشكيل لجنة عسكرية أمنية فنية خطوة في اتجاه التطبيع، وأضاف أن عودة العلاقة بين البلدين لطبيعتها ستحقق السلام السياسي وتسهم في الاستقرار الأمني على حدود البلدين.