يَعقد الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية صباح اليوم لقاءً مهماً مع الرئيس المصري حسني مبارك يتطرّق للعلاقات السودانية المصرية، خاصةً الوضع في الجنوب والمساعدات التي يمكن أن تقدّمها مصر للجنوب من أجل جعل الوحدة جَاذبةً، وسيلتقي الفريق عمر سليمان مدير جهاز الأمن والمخابرات المصري في إطار زيارته التي بدأها امس بالقاهرة. وأكّد سلفاكير خلال لقائه أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري أنّ مشروعات التنمية التي تتم في الجنوب بالتعاون مع مصر ستكون بمثابة دافع مشجع لاختيار الوحدة بين جنوب السودان وشماله. وقال إنّ دعم مصر للجنوب سيسهم في تقريب المسافات لتنفيذ إتفاق السلام الشامل، لافتاً إلى أنّ مصر التزمت بما وعدت به من مساعدات للجنوب. وأعْرب عن تقديره الشخصي لمصر وقيادتها، مُشيراً إلى أنّ هناك عدداً من التحديات التى تُواجه السودان، أهمها عدم الاستقرار، سواء في دارفور، أو أزمة المحكمة الجنائية. من جانبه أكد نظيف استمرار مصر في دعم جهود التنمية بجنوب السودان وأهمية أن يشعر بها المواطن هناك، وأشار إلى المشروعات التي تقوم مصر بتنفيذها، خَاصةً في مجال البنية التحتية مثل الطرق والكهرباء والصحة والتعليم، إضافةً إلى المشروعات الاستثمارية التي يمكن أن تحقق أفضل معيشة للمواطن في الجنوب.وقال د. مجدي راضي المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إنّ نظيف أكد مجدداً دعم مصر الكامل لاتفاق السلام الشامل وتطلعها إلى تنفيذه بأفضل السبل بأمانة، من جميع الأطراف بما يؤدي في النهاية إلى المحافظة على وحدة السودان وسلامة أراضيه. وأوضح راضي أنّ نظيف أكد في الوقت نفسه، أن مصر ستحترم أي خيار لأهل جنوب السودان في المستقبل، وأشار إلى أنّ القاهرة تأمل في أن يختار أهل الجنوب الوحدة مع الشمال في الاستفتاء المقبل.وبحسب الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان في مصر فإن سلفاكير والوفد المرافق له دخلا مباشرة عقب وصوله مطار القاهرة في اجتماعات ثنائية بمقر مجلس الوزراء المصري، رأس فيه الجانب السوداني النائب الأول، فيما رأس الجانب المصري د. أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري.ورحّب نظيف في الاجتماع بالزيارة، وقال سر الختم ل «الرأي العام» أمس، إنّ سلفاكير قدم تنويراً حول سير اتفاق السلام والتحديات التي تواجه إنفاذ بعض البنود. وبَيّن آخر تطورات الوضع في دارفور، وطالب سلفا، مصر بتقديم مزيد من الدعم للجنوب وجذب الاستثمار، ونقل تحيات الرئيس عمر البشير للرئيس مبارك وتحيات الشعب السوداني عامة والجنوب على وجه الخصوص. والتقى سلفاكير مساء أمس بمقر الجامعة العربية بعمرو موسى الامين العام للجامعة ومساعديه، وقدّم سلفاكير لموسى تنويراً حول سَير تنفيذ اتفاق نيفاشا والوضع في الجنوب، واستعرض آخر تطورات المشروعات التنموية التي تنفذها الجامعة العربية في الجنوب، وقال سر الختم إن اللقاء تطرّق أيضاً لمؤتمر الاستثمار الذي كان يتوقّع أن يُعقد في الجنوب وكيفية تنشيط المساعي لعقده، وتم الاتفاق على عقد اجتماع تحضيري في جوبا قريباً لترتيب قيام المؤتمر، ووصف سر الختم محادثات سلفاكير بالناجحة والصريحة، وقال ان مصر أكدت اهتمامها الكبير بدعم جهود الوحدة ودعم حكومة الجنوب، خَاصةً في الجوانب التنموية، وأشار إلى تأكيدات الجامعة العربية على تنشيط دعمها التنموي للجنوب حتى تكون الوحدة جاذبة. من ناحية ثانية تَوجّه أمس إلى العاصمة المصرية القاهرة السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي «الأصل»، وقالت مصادر ل «الرأي العام» أمس، إنّ هنالك اتجاهاً لعقد اجتماع خلال زيارة سلفاكير يضم الرئيس المصري، وسلفاكير الموجود بالقاهرة حالياً، والميرغني. وأشارت إلى أنّ الاجتماع تم ترتيبه في وقتٍ سابقٍ عبر اللواء حاتم باشات مستشار المخابرات المصرية في زيارته الأخيرة للسودان، ويناقش اللقاء خلافات الشريكين في قانون الاستفتاء، بجانب الدفع بمقترحات لترجيح خيار الوحدة في عملية تقرير مصير الجنوب.