اعتبر الفريق أول صلاح عبد الله (قوش) مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي، أنّ الانهيار أو الخلل في خدمات أي من مؤسسات الدولة، خاصة الخدمية، يمثل تهديداً للأمن القومي، وضرب مثالاً بالمياه، ونقص المخزون الاستراتيجي كمهدّدين، وأضاف (قوش) في ورشة العلاقات السودانية الأمريكية بفندق السلام روتانا أمس، أنّ تضخم الأجهزة الأمنية، وأسباباً أخرى - وصفها بالملحة - قادت لقيام مستشارية الأمن القومي، وقال إنّه كان يشعر بضرورة إنشائها مُنذ أن كان يدير جهاز الأمن.وكشف (قوش)، أنّ المستشارية ستعكف على كيفية تقوية عناصر القوة الشاملة للدولة، بما في ذلك الأجهزة القائمة على تنفيذ القانون، وأضاف أنّ المستشارية ستركز على الأجهزة الموجودة لتنقلها من الهرولة اليومية (سياسة رزق اليوم باليوم) إلى إطار سياسات وإستراتيجيات مدروسة وممرحلة تستند إلى الأفكار القائمة على المعلومات، وشدّد (قوش) على أنّ المستشارية مُؤسّسة قومية هَمّها الاستفادة من كل العقول السودانية على أساس الانتماء للوطن والأمة. من جَانبه قَال نصر الدين والي مدير إدارة الأمريكيتين بالخارجية، إنّ السمة الأساسية للإستراتيجية الأمريكيةالجديدة إزاء السودان هي الإيجابية، وقال إنّ بصمات سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي بارزة فيها، واعتبر أن الأخير ومَن معه نجحوا في إدخال سمات إيجابية على الاستراتيجية، وأضاف أنّها رفعت الثقة في أن تعمل التيارات المختلفة داخل الإدارة الأمريكية لتحقيق ذات الهدف، وفتحت إطار التعاون مع شركاء آخرين كالصين، وكشف والي أنّ غرايشون أبلغ سفير السودان في واشنطن بأنّ دعوة الحركات المسلحة للتفاوض إحدى المحفزات في الاستراتيجية، فيما تمارس الضغوط إذا ثبت دعم السودان لحركة حماس، أو وجود علاقة مُباشرة له بإيران وسوريا تضر بالأمن القومي الأمريكي، أو في حالة وجود جوزيف كوني داخل الأراضي السودانية بعلم الحكومة. ووصف د. لام أكول وزير الخارجية السابق رئيس الحركة الشعبية «التغيير الديمقراطي» الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة بالمتناقضة، وأضاف أنّها خليطٌ من وجهات نظر داخل الإدارة، وأنّها قامت على افتراض أن نظام الخرطوم لا يتحرك إلا تحت ضغط، وقال إنّ البعض في أمريكا يعشعش في ذهنهم تغيير النظام عبر أساليب كالانتخابات أو المحكمة الجنائية، وعدّد ثلاث سمات في الإستراتيجية اعتبرها جديدة، هي التركيز على الانخراط في عملية السلام، ومخاطبة أكثر من طرف، والإشارة إلى إصلاح بعض الجوانب في الجنوب.وأقرّت الورشة مجموعة توصيات تَوطئةً للدفع بها إلى قيادة الدولة، منها دعم «اليونميد»، وضرورة العمل مع اللوبيات المؤيدة والمعارضة داخل الولاياتالمتحدة، والحفاظ على التفاعل الإيجابي مع واشنطن، وحَث الحركات المسلحة على تحقيق السلام، وتوحيد الخطاب الحكومي، وتَنشيط آليّات تَنفيذ اتفاقية نيفاشا، والعمل على تحسين صورة السودان داخل أمريكا، ودعوة الإدارة الأمريكية لمعاملة السُّودان بعدالة واحترام دوره الإقليمي، وترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي في واشنطن.