وصل إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس، رئيسا وفدي التفاوض للسودان وجنوب السودان إدريس عبد القادر وباقان أموم وانخرطا فور وصولهما في مباحثات جانبية مع وفديهما. وتوقّعت مصادر قريبة من مسار التفاوض أن تستأنف المباحثات الرسمية الرئيسية اليوم. وأوضحت المصادر ل (الرأي العام) أمس أن الآلية الأفريقية الرفيعة الوسيط بين الطرفين التقت بطرفي التفاوض في وجود رئيسيهما - كلاً على حدة -. وتلقى الطرفان تنويرات مفصلة حول ما تم من نقاش وما تم التوصل إليه خلال اليومين الماضيين. ولم تستبعد المصادر أن تكون الجولة الرسمية هذه المرة سريعة وحاسمة، وان ما يتم على مستوى رئيسي الوفدين سيكون مراسيمياً، وتوقعت حدوث اختراق كبير. وفي الأثناء، أكّد الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، رئيس اللجنة السياسية الأمنية لمفاوضات أديس أبابا، أنّ التوقيع على مصفوفة الترتيبات الأمنية مع دولة الجنوب، خطوة كبيرة نحو تطبيع العلاقات بين البلدين، وأبَانَ أنّ ما تم التوقيع عليه يفتح المجال واسعاً أمام تنفيذ الاتفاقيات ال (8) الموقعة في سبتمبر الماضي بأديس أبابا. وقال الوزير في اتصال مع تلفزيون السودان أمس، إنّ ماتم التوقيع عليه يشتمل على أشياء ملزمة للطرفين، وتوقع المضي قدماً نحو التنفيذ، واعتبر أن التنفيذ على أرض الواقع محك يتطلب إصراراً وعزيمة. وفي السياق، رحَّب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، بالاتفاق المبرم بين السودان وجنوب السودان. وذكر مكتب المتحدِّث باسم الأممالمتحدة في بيان له، أن الأمين العام يرحب بالاتفاق، وأوضح أنه عقب التوقيع لا يتعيّن وجود شروط تعيق التطبيق الفوري لباقي الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين. وأضاف بأن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم الدعم لتطبيق الاتفاق ومساعدة طرفي النزاع على تطبيق باقي الاتفاقيات المبرمة بينهما. من جانبه، رحب الإتحاد الأفريقي بالتوقيع، وقالت د. ناكسونا ديلاميني زوما المفوض العام للإتحاد الأفريقي في بيان أمس، إن توقيع هذا الاتفاق يزيل العقبة الوحيدة أمام تنفيذ الاتفاقيات التسع الأخرى. وقال البيان حسب (سونا) أمس، إنّ المفوضية الأفريقية على ثقة كاملة بأن حكومتي البلدين ستطبقان ما وقعتاه بصورة ناجزة وصادقة. وأشار إلى أن الإتحاد الأفريقي يتطلع إلى التئام اجتماعات اللجنة الرئيسية في العاشر من الشهر الحالي للنظر في المصفوفة التي أعدتها اللجنة الأفريقية الرفيعة لتنفيذ بقية الاتفاقيات بين الدولتين. وقال البيان إن الاجتماع المقبل للجنة السياسية والأمنية المشتركة (JPSM) في السابع عشر من مارس الحالي سينظر في التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاق وفي إنشاء آلية لتقبل الشكاوى والهواجس التي يرفعها كل طرف في ذات الإطار. ودعت الأطراف المعنية في الدولتين إلى الاستمرار في إظهار ذات الروح والالتزام التي أدت لتوقيع هذا الاتفاق. من ناحيتها، رحّبت الولاياتالمتحدة بالاتفاق، وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان أمس، إنه يتعيّن على الطرفين في نفس الوقت بدء التنفيذ الفوري لجميع اتفاقيات التعاون التسع المبرمة، وأشارت إلى أنه يتعيّن تنفيذ كل هذه الاتفاقيات بشكل مستقل دون شروط أو تأخير. وعلى الصعيد، أعلن ستيفن ديو داو وزير البترول والتعدين في جنوب السودان، استعداد بلاده لاستئناف تصدير النفط فوراً عبر أراضي السودان إذا نفذت الخرطوم ما تعهّدت به خلال الجولة الأخيرة للمفاوضات التي انتهت باتفاق. وأقر ديو حسب وكالة (الأناضول)، بأن استمرار وقف تصدير النفط يؤثر سلباً على الأوضاع الاقتصادية لبلاده، وأنه عطل مشروعات تنموية مهمة. لكنه قال: إننا في المقابل قادرون على تحمل هذه النتائج مهما كانت عواقبها في سَبيل عدم منح الفرصة للخرطوم لاستخدام ورقة النفط لفرض شروطها عبر سياسة لي الذراع - على حد تعبيره -.