تأجل توقيع مصفوفة تنفيذ اتفاقيات التعاون بين السودان وجنوب السودان الى اليوم بعد أن كان مقرراً توقيعها أمس لمزيد النقاش وتقريب وجهات النظر. وقال الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان بأديس أبابا ل (الرأي العام): (كل الخطوات التي تمت إيجابية باستثناء بروز بعض الموضوعات التي تحتاج لمزيد من النقاش والتي لا علاقة لها بالاتفاقيات الأمنية) وأضاف: التأجيل تسببت فيه خطة تنفيذ القضايا غير الأمنية بحسب الجدول الموضوع من الوساطة التي فرضت مزيداً من النقاش بالإضافة لإتاحة الفرصة للوساطة للصياغة النهائية فيما تم إنجازه، ونوه الى أن مصفوفة تنفيذ الاتفاقية الأمنية ليست معنية بالتأجيل بعد أن تم التوقيع عليها اليومين الماضيين. وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة ل (الرأي العام) عن تأجيل المبعوث المشترك هايلي منكريوس ورئيس الآلية الأفريقية ثابو امبيكي مغادرتهما أديس أبابا بسبب التمديد المفاجئ بعد أن استعدا للمغادرة، وأكدت المصادر أن الوساطة لم تحدد توقيتاً محددا لبدء جلسة اليوم. وكشفت مصادر مقربة من كواليس التفاوض ل (الرأي العام)، أن سبب تأخير التوقيع أمس، هو أجندة الجولة المقبلة في السابع عشر من مارس الحالي، وتحديداً حول مقترح وفد الخرطوم بأن تشمل مناقشة المناطق المدعاة، فيما يصر وفد الجنوب على المتنازع عليها والمدعاة معاً برغم أن الأولى تعد محسومة، إضافة لإدراج مواضيع أخرى ليست بذات الحساسية - بحسب وصف المصادر -. تفاصيل ص (2) وفي السياق، أعلن المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية، أنه سيجتمع مع وزير داخلية جنوب السودان في 17 مارس الحالي لبحث ترتيبات افتتاح المعابر وتسهيل حركة المواطنين بين الشمال والجنوب. وقال محمود حسب (سونا) أمس، إنّ الاتفاق مع دولة الجنوب قضى بفتح المعابر التي تمّ الاتفاق عليها بين الدولتين والبالغة (10) معابر، وأن تقوم كل دولة بدراسة الأمر من لجنة مختصة في الدولة المعنية حيث ستعقد تلك اللجان في السابع عشر من الشهر الحالي اجتماعاً برئاسة وزيري الداخلية، فيما ستعقد أيضاً اجتماعات اللجنة الأمنية السياسية العليا بين البلدين. وأوضح الوزير أنّ الاتفاق يرتب لاحقاً على وزارة الداخلية قيادة لجنة لحركة المواطنين والحريات التي تضمّنتها الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، بجانب الاستعداد للوجود الشرطي السيادي (الجوازات والهجرة والمكافحة والجمارك) لتسهيل حركة المواطنين وعبور البضائع. وفي الأثناء، قال فيليب أقوير الناطق باسم جيش جنوب السودان، إن الرئيس سلفا كير أعطى أوامره للجيش بالانسحاب من المنطقة العازلة على الحدود مع السودان لإقامة منطقة منزوعة السلاح، وإن عملية الانسحاب بدأت من ثماني مناطق حدودية.وقال أقوير في تصريحات بجوبا أمس، إن هذه الخطوة جاءت إنفاذاً للترتيبات الأمنية الموقعة بين الدولتين والقاضية بخلق منطقة منزوعة السلاح لتسهيل عملية ترسيم الحدود ومنع الاحتكاكات بين الجيشين، وأضاف بأن عملية الانسحاب ستستغرق أسبوعين.وعلى الصعيد، رحبت فرنسا باعتماد السودان وجنوب السودان تنفيذ الاتفاق المشترك الذي توصلا إليه في سبتمبر الماضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة بين البلدين.