الخرطوم وجوبا توقعان المصفوفة الكاملة اليوم الصحافة: يوقع السودان وجنوب السودان باديس ابابا صباح اليوم على مصفوفة متكاملة لتنفيذ اتفاقيات التعاون التسع بجداول زمنية محددة على رأسها اتفاق ضخ النفط، في وقت يعقد فيه مجلس السلم والامن الافريقي الاحد المقبل اجتماعا حاسما للبت في ملفي أبيي والتفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، بينما، علقت الوساطة الافريقية استئناف المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال التي كان يفترض ان تنطلق امس. وفي الاثناء أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين رئيس اللجنة السياسية والأمنية للمفاوضات مع جنوب السودان، طي صفحة الترتيبات الامنية بشكل نهائي في اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة التي ستعقد الاحد المقبل لحسم قضية فك الارتباط مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وتمديد مساحات المراقبة للجنة الخاصة ل40 كيلومترا، بجانب ايواء الطرفين للحركات السالبة، وأعلن اكتمال انسحاب قوات البلدين من المناطق المنزوعة السلاح خلال اسبوع. واكد وزير الدفاع للصحافيين بمطار الخرطوم لدى عودته من اديس ابابا امس تجاوز عقبة الميل 14 تماما وتوصل الطرفان لاتفاق بجعلها منطقة منزوعة السلاح بشكل كامل وفق ما جاء في خارطة الوساطة الافريقية. وقال الوزير ان مصفوفة الاتفاق اشتملت على عدد من الاوراق على رأسها الاجراءات الادارية واللوجستية لقوات «يونسفا» بأبيي، واكد ان عملية الانسحاب من المناطق منزوعة السلاح بدأت منذ الامس على ان تنتهى في معظمها خلال سبعة ايام وفي مناطق اخرى قليلة خلال اسبوعين. وأكد ان السودان سيسحب جميع قواته المتمركزة في المناطق المنزوعة السلاح نافيا تماما وجود اية قوات جنوب خط الاول من يناير 1956م، واعتبر الجولة المنتهية مهمة واكد انها دفعت بقوة علاقات الدولتين واضاف «في الجولة عبرنا نقاط خلاف اساسية». وعبر وزير الدفاع عن تفاؤله الشديد بالخطوات القادمة، قائلاً «إذا استمرت هذه الروح الإيجابية في الاجتماعات القادمة سنطوي ملف الترتيبات الأمنية نهائياً خلال أيام ونتفرغ للاتفاقيات ال8 الأخرى التي وقعها الرئيسان البشير وسلفاكير في شهر سبتمبر الماضي»، وزاد «نتوقع استمرار روح التفاوض على هذا المنوال». وأوضح أن الاتفاق الأخير اشتمل على عدد من الأوراق تمثلت في الترتيبات الإدارية واللوجستية لآليات المراقبة وورقة ثانية عن جدول تنفيذ الترتيبات الأمنية فيما يخص المنطقة منزوعة السلاح التي يزيد طولها عن ألفي كلم على طول الحدود الفاصلة بين البلدين بما فيها منطقة (14 ميل)، التي قال إنها كانت عقبة خلال الجولات السابقة، وتم الاتفاق على ان تكون منطقة تعاون والتقاء بين المواطنين». وأوضح الوزير أن الورقة الثالثة من الاتفاق الموقع عليه الجمعة الماضية تتعلق بالشكاوى والادعاءات من الطرفين وهي تناقش موضوعات فك الارتباط والدعم والإيواء للحركات المتمردة السالبة في البلدين، واصفاً هذه النقطة الأخيرة بالمهمة. وابلغت مصادر موثوقة «الصحافة» عن اكمال اللجنة الفنية التي شكلها فريقا الوساطة باديس ابابا امس لبحث المقترحات الخاصة بالجداول الزمنية لمصفوفة اتفاقيات التعاون، فرغت تماما من اعمالها بلا خلافات تذكر باستثناء ملف شركة «سودابت» للبترول. واشارت الي ان كل طرف سلم الوساطة مقترحاته بشأن المصفوفة لاعداد الصياغة النهائية وعرضها على رئيسي وفدي التفاوض ادريس محمد عبدالقادر وباقان اموم لمناقشتها في الصورة النهائية وابداء اي ملاحظات حولها ومن ثم التوقيع النهائي عليها. ورجحت مصادر ان يتم التوقيع صباح اليوم، واكدت ان الطرفين قدما مقترحات عملية لحل الأزمة بشأن قضية سودابت، واضافت ان جوبا احتجت على احالة الخرطوم القضية للمحكمة الدولية. وذكرت المصادر ذاتها ، ان الوساطة عقدت سلسلة اجتماعات منفصلة امس مع ادريس وباقان بجانب ثلاثة من كل طرف لمدة نصف ساعة لتلمس المواقف قبل دخول اللجان الفنية في الاجتماعات، واكدت ان هناك توافق تام حول جدول التنفيذ للاتفاقيات التسع. الى ذلك، علقت الوساطة الافريقية استئناف المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال التي كان يفترض ان تنطلق امس، واكدت مصادر ل»الصحافة» ان التعليق جاء بسبب رفض الحكومة الجلوس لطاولة التفاوض ووضع اشتراطات لذلك. واكدت ان وفدا من الوساطة سيصل الخرطوم بنهاية الاسبوع الجاري لاقناع الحكومة بالمفاوضات للحيلولة دون الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي. وذكرت ان الوساطة ستقدم تقريرا لمجلس السلم والامن الافريقي في اجتماعه المزمع في السابع عشر من الشهر الجاري بشأن المفاوضات. في السياق ذاته، اصدر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت خطابا رسميا لقواته للانسحاب جنوبا من خمس مناطق حدودية، حددت كمناطق منزوعة السلاح لتهيئة المناخ امام ترسيم الحدود والتاكيد على التزام جوبا بتنفيذ مصفوفة الترتيبات الامنية.