انتهى العام الدراسي بخيره وشره ... وكانت هناك عدة ملاحظات لأولياء الأمور في المنهج الدراسي ... حيث إتسم في بعض مواده بصعوبة لا تستطيع عقول تلاميذ صغار فهمها . لذلك يجب مراجعة المنهج بما يتماشى مع سن التلاميذ ، لأنك تجد التلميذ طوال اليوم بالمصحف الشريف ووالدته أو والده يحاول تحفيظه بعض السور ... وهي سور طويلة وصعب فهمها على صغار السن ... وينطبق الحال كذلك على بقية العلوم . أما المدارس في المرحلة التي تلي المرحلة الابتدائية فحدث ولا حرج وذلك بإعتراف المعلمين أنفسهم ... ونجد مقرر اللغة العربية في غاية الصعوبة وكذلك منهج الفيزياء واللغة العربية ، ثم تم إدخال مادة جديدة اسمها العسكرية ، وطوال اليوم نجد الطالب في أسئلة مستمرة مع والديه ... أيهما أعلى رتبه العقيد أم العميد ... ثم النقيب لديه كم دبورة والعميد لديه كم صقر ، ثم الفريق كم نجمه وكم مقص ، وما معنى كلمة مشير . اللغة الإنجليزية لطلاب الصف الثانوي للعام القادم حدثني أحد أساتذتها بأنها ستكون بالنسبة للتلاميذ في غاية الصعوبة لأن هناك (أدب إنجليزي) سيكون ضمن منهج اللغة الإنجليزية . في المدارس الابتدائية هناك درس خاص يشمل معظم المواد ... وهو اختياري ولكنه في شكل إجباري 70 جنيهاً للطالب والطالبة كذلك ونجد المعلمات من يوم 29 يطالبن التلميذات بضرورة تسديد رسوم الدرس ... في ذلك الوقت لن يكون رئيس الجمهورية قد استلم راتبه ، فكيف للموظف الصغير أن يسدد رسوم الدرس ورسوم الترحيل ، خاصة أصحاب الحافلات التي تنقل التلاميذ والتلميذات رفعوا الرسم الشهري إلى مائة جنيه ... والمسافة بين البيوت والمدرسة لا تزيد عن 7 دقائق ، ومعظم سائقي الحافلات لا ينتظرون الطلبة والطالبات أكثر من دقيقتين والذي لا يخرج في الموعد المحدد يحرك السائق سيارته المتهالكة ... ثم تضطر الأسرة إلى تأجير ركشة أو أمجاد لتوصيل أولادها وبناتها إلى المدرسة . ولا ننسى هناك رسوم شهرية لسداد قيمة الكهرباء ... وهي زهيدة الثمن ، خاصة للمدارس التي بها مكيفات ومراوح وثلاجات مياه باردة . والتعليم في بلادنا يعاني من عدة ازمات.. وما ذكرته جزءا قليلا مما يعانيه طلاب المرحلتين.. . أما الثانوي.. فقد طال عهدي بما يعانيه التلاميذ فيه ، منذ غادره أولادي وبناتي منذ فترة.. لكن بكل تأكيد يعانون من مشاكل وصعوبات عديدة.. المهم الأمر يحتاج إلى مناقشة موضوعية لما يعانيه الطلاب من صعوبات في المنهج ومن دروس مرتفعة الثمن بشكل لا يصدق، وأصبح معلمو الرياضيات و اللغة الإنجليزية والعلوم والفيزياء والكيمياء.. يتجولون بين منازل التلاميذ من ادنى المدينة إلى أقصاها ، وعندما يصل آخر تلميذ يكون قد بلغ به الارهاق أشده .. اتصلت الاسبوع الماضي بالأستاذة المتميزة سعاد عبد الرازق وزيرة التربية الإتحادية وطلبت ان تحدد لي موعداً لمناقشة مشاكل التعليم .. رحبت السيدة الوزيرة بالفكرة.. وقد اتفقنا أن نبدأ حوارنا معها عقب انتهاء التصحيح من امتحانات الشهادة السودانية.. وبهذه المناسبة فقد أدخل قرار السيد الرئيس بزيادة اتعاب المعلمين المكلفين بتصحيح الشهادة السودانية بنسبة «30%» ادخل هذا القرار البهجة والسرور في نفوس المعلمين.. وزاد من حماسهم.. أما المدارس الخاصة.. فالحديث عنها يطول ويحتاج لمساحات واسعة للكتابة عنها.. وأصبحت مدارس تجارية بحتة.. لأن المصروف السنوي لطالب المرحلة الوسطى أربعة ملايين جنيه في العام، لكن يصرفون للطلاب ملابس العام.. وكتب وكراسات العام وكل الادوات المدرسية.. ومنها كمثال مدارس الملك فهد.. تفعل ذلك وإذا تغيب الطالب عن الدراسة.. يأتيك هاتف من مسؤول الفصل ليبلغك بأن ابنك فلان الفلاني لم يحضر اليوم إلى المدرسة.. هذا اسلوب حضاري وتربوي حديث اعجبني في هذه المدارس ذات النظام المتقدم واقول لهم كل عام وانتم يا ملوك التعليم في السودان بألف خير..