توتر جديد فى العلاقة بين كابول وواشنطون التى يفترض ان تكون -اى العلاقة- فى افضل حالاتها حتى تسمح للطرفين بفك الارتباط الامنى بينهما بنهاية العام 2014 ، وانهاء ترتيبات تولى القوات الافغانية مسؤوليات الامن في البلاد هذا العام ثم الانتقال الى الاتفاق على استراتيجية تحدد طبيعة الوجود الاميركي على الاراضي الافغانية بعد الرحيل فى العام القادم، مع انتهاء المهمة القتالية لقوة حلف شمال الاطلسي، ولكن هذه الملفات الاستراتيجية لم تعصم علاقة كرزاى مع واشنطون من التصدع الراهن بسبب تصريحات غاضبة للرئيس الافغانى حامد كرزاى هاجم فيها الولاياتالمتحدة، معتبرا ان الهجمات الانتحارية التي يشنها عناصر حركة طالبان في افغانستان تخدم واشنطن التي يتفاوضون معها بدون علم السلطات الافغانية، هذا التوتر المفاجئ في العلاقات بين واشنطون وكرزاي، تجلى فى إلغاء مؤتمر صحافي مشترك لكرزاي وشاك هاغل، وزير الدفاع الأميركي، في أول زيارة له الى كابول بعد تعيينه في منصبه. ولكن وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل قلل من شأن انتقادات الرئيس الافغاني وقال الوزير الاميركي، اثر محادثات وعشاء مع الرئيس الافغاني لمناسبة زيارته الرسمية الاولى لافغانستان، «انه يتصرف بأسلوبه، انه يعاني مشكلات». لكن هيغل اعتبر «انها ليست مشكلات لا نستطيع معالجتها»، مضيفا «سنرى، لكنني واثق بامكان ايجاد حلول». وأضاف مصدر عسكري أميركي تحدث لصحيفة »الشرق الأوسط« اللندنية إن هذه ليست أول مرة يغضب فيها كرزاي، أو ينتقد الولاياتالمتحدة. وإن »كرزاي يمر بفترة صعبة«. وإن وزير الدفاع الأميركي لم يرد على الغضب بالغصب. وإن الوزير، بعد إلغاء المؤتمر الصحافي، تناول العشاء مع كرزاي، وكانت المحادثات مفيدة وبناءة. وعن مفاوضات الحكومة الأميركية مع منظمة طالبان في قطر، والتي كانت من أسباب غضب كرزاي، قال المصدر العسكري إن كرزاي »يعلم منذ فترة طويلة« بهذه المحادثات. وأنها، عكس ما قال كرزاي، ليست سرية بالنسبة له، أو ليست فيها بنود سرية لا يعرفها هو. وعن سوء طالع الوزير الجديد وهو يواجه أول مشكلة في أول زيارة له لأفغانستان، قال المصدر إن هاغل ذهب إلى أفغانستان ليستمع، كالعادة في أول زيارة. وإن الوزير ذهب باسم الرئيس باراك أوباما، وهو ينفذ سياسة الرئيس. هذه إشارة إلى أن قرار الانسحاب من أفغانستان اتخذه الرئيس أوباما، وأن الوزير ينفذه. وحذر المصدر بأن مشكلات أكثر وأهم ستظهر في العلاقات بين أميركا وأفغانستان مع استمرار انسحاب الولاياتالمتحدة، ودول حلف الناتو، من أفغانستان. وكان كرزاي، في خطاب يوم الأحد، اتهم الولاياتالمتحدة بالتفاوض مع طالبان في الخارج دون علم السلطات الأفغانية. وأشار إلى الهجومين الانتحاريين اللذين شنهما مسلحو طالبان يوم السبت في كابل وخوست، يوم وصول وزير الدفاع الأميركي. وقال كرزاي: »لم تستعمل القنابل لإثبات قوتهم (طالبان) أمام أميركا. إنهم يخدمون شعار أن الانسحاب يرعبنا». وأثارت تصريحات كرزاي اعتراضا شديدا فوريا من قبل ايساف والوفد الاميركي المرافق لوزير الدفاع الجديد الذي يقوم بأول زيارة له الى افغانستان. ورد الجنرال الاميركي جو دانفورد قائد القوات الاميركية والدولية في افغانستان بالقول «ذلك غير صحيح على الاطلاق، ليس لدينا اي سبب لكي تكون لنا علاقات مع طالبان». وقال «لقد قاتلنا بضراوة في السنوات ال12 الماضية واهرقنا الكثير من الدماء (...) ولا مصلحة لنا في دعم عدم الاستقرار في افغانستان».من جهته، قال مسؤول اميركي كبير رفض كشف اسمه «لقد قلنا له (كرزاي) في مجالس خاصة ان الانتقادات العلنية لا تساعد الشراكة وخصوصا حين لا يكون لها اي اساس».