قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي امس الأحد إن حركة طالبان الأفغانية والولاياتالمتحدة تجريان محادثات في قطر. وكانت حركة طالبان علقت المحادثات قبل عام قائلة إن واشنطن تقدم اشارات متضاربة بشأن عملية المصالحة الأفغانية الوليدة. وقالت الحكومة الأمريكية إنها ملتزمة بالتوصل لحل سياسي يتضمن اجراء محادثات مع حركة طالبان إلا أن احراز تقدم يتطلب اتفاق بين الحكومة الأفغانية والمتمردين. وصرح كرزاي خلال تجمع للإحتفال بيوم المرأة العالمي 'يجري زعماء كبار في طالبان والأمريكيون محادثات في الدولة الخليجية بشكل يومي.' لكن المتحدث باسم طالبان في أفغانستان ذبيح الله مجاهد نفى أن تكون المفاوضات مع الولاياتالمتحدة استؤنفت وقال إنه لم يتم إحراز تقدم منذ تعليق المحادثات. وأضاف 'طالبان ترفض بشدة تصريحات كرزاي.' ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين أمريكيين. وتسعى حكومة كابول جاهدة لجعل طالبان تجري مفاوضات قبل انسحاب أغلب القوات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي والتي تقودها الولاياتالمتحدة بنهاية 2014 . ولم يجر مسؤولون أفغان محادثات مباشرة مع طالبان التي أطيح بها عام 2001 وأثبتت قدرتها على الصمود بعد أكثر من عشر سنوات من قتال القوى الغربية. ويسعى دبلوماسيون أمريكيون إلى توسيع المحادثات التمهيدية مع طالبان والتي بدأت سرا في ألمانيا بنهاية عام 2010 بعد أن عرضت طالبان فتح مكتب تمثيلي لها في قطر. ووزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل في أفغانستان لزيارة القوات الأمريكية. ومن المقرر أن يجري هاجل الذي وصل إلى أفغانستان يوم الجمعة في أول زيارة له للخارج منذ توليه منصب وزير الدفاع محادثات مع كرزاي. الى ذلك أعلن مكتب الرئيس الأفغاني حامد كرزاى امس الاحد أن الرئيس حظر دخول القوات الأجنبية إلى أراضي المؤسسات التعليمية فى أفغانستان. وقد أصدر الرئيس قرارا يتضمن تعليمات إلى وزارة الداخلية ووكالة الاستخبارات بمنع القوات من دخول الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى. وقال كرزاى إن الحظر يشمل أيضا 'الزملاء الأفغان غير الشرعيين 'للقوات فى إشارة للميلشيات التى تدعمها الولاياتالمتحدة التى قال عنها كرزاى أنها 'اعتقلت وضايقت عددا من الطلاب'. وقال مجلس الوزراء الأفغاني في بيان 'نطلب من قيادة قوات الائتلاف الدولي التوقف عن مثل هذه التصرفات التي تنتهك السيادة الوطنية لأفغانستان.' من جهة اخرى اكد قائد قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان الجنرال جوزف دانفورد ان تسليم آخر دفعة من المعتقلين لدى الامريكيين الى السلطات الافغانية الذي تأخر اصلا، لن يتم اذا كان هؤلاء يشكلون تهديدا للقوات الدولية. ويشكل تسليم آخر مجموعة من المعتقلين في سجن باغرام موضوع خلاف بين الرئيس الافغاني حميد كرزاي وقوات التحالف. وقد الغيت مراسم نقل السيطرة الكاملة على سجن باغرام من القوات الامريكية الى السلطات الافغانية، السبت بسبب خلاف حول المعتقلين. وكان الرئيس الافغاني حميد كرزاي اعلن عن هذه المراسم مؤكدا انها تمثل تتويجا ناجحا لسنوات من العمل لتقرير مصير المشتبه بهم الذين تعتقلهم السلطات الامريكية. والغيت المراسم في اليوم نفسه الذي قتل فيه انتحاري تسعة اشخاص امام وزارة الدفاع وسط كابول خلال زيارة وزير الدفاع الامريكي الجديد تشاك هيغل الى العاصمة الافغانية. وقال متحدث باسم القوات الدولية بقيادة الحلف الاطلسي في بيان 'نعتزم المضي في عملية الانتقال فور توصلنا الى اتفاق كامل'. وصرح الجنرال دانفورد 'هناك خلاف في الرأي على الارجح. بالتأكيد ليس لدينا اي معتقل في المنشأة (باغرام) لا يستحق ان يكون في هذا المكان'. واضاف لمجموعة من الصحافيين مساء السبت ان 'عملية التسليم لن تتم اذا كان هناك تهديد للقوة' الدولية، موضحا انه 'اذا كان هناك اشخاص يجب ان يبقوا معتقلين فعلينا التأكد من انهم معتقلون' فعلا. وستثير تصريحات دانفورد على الارجح غضب الرئيس كرزاي الذي طالب السبت بوضع سجن باغرام (50 كلم شمال كابول) المثير للجدل تحت سلطة الافغان خلال ايام. وقال مكتب كرزاي في بيان ان 'الرئيس شدد على ان كل الجهود يجب ان تبذل للتأكد من القيام بعملية التسليم هذا الاسبوع ومن ان افغانستان تملك السيادة الكاملة' على السجن. وكانت الولاياتالمتحدة نقلت الى السلطات الافغانية في ايلول/سبتمبر الماضي مسؤولية اكثر من ثلاثة آلاف معتقل في سجن باغرام. لكن الامريكيين احتفظوا بخمسين معتقلا اجنبيا لا يشملهم الاتفاق وبمئات الافغان الذين اعتقلوا منذ توقيع اتفاق نقل هذه المسؤولية في آذار/مارس 2012. وجعلت كابول من تسليم السجن شرطا لتوقيع اتفاق طويل الامد وآخر حول حصانة قانونية يسمح للولايات المتحدة بابقاء قوات في البلاد بعد انسحاب الوحدات القتالية العام المقبل. ويخشى المسؤولون الامريكيون من ان يعود معتقلون يتم الافراج عنهم، الى ساحة القتال كما يتخوفون من ان تكون الحكومة تقوم باطلاق سراح معتقلين يشتبه بانهم ناشطون لتشجيع حركة طالبان على فتح مفاوضات. وقال كرزاي هذا الاسبوع انه سيأمر بعد نقل مسؤولية المعتقلين الى السلطات الافغانية، بالافراج عن الابرياء منهم مع انه يتوقع ان يواجه انتقادات لهذا الاجراء. وعلى الرغم من وجود القوات الدولية التي بلغ قوامها في اقصى حدود انتشارها في البلاد اكثر من 130 الف جندي اجنبي منذ 11 عاما، ما زال التمرد بقيادة طالبان مستمرا. وينتشر في افغانستان حاليا حوالى 66 الف جندي امريكي الى جانب 37 الف عسكري من التحالف الدولي و352 الف شرطي وعسكري افغاني. وسيغادر اكثر من نصف الجنود الامريكيين -- 34 الف رجل -- افغانستان من الان وحتى شباط/فبراير 2014. ويقوم هيغل الذي وصل مساء الجمعة الى كابول في اول زيارة له الى الخارج منذ توليه مهام منصبه قبل تسعة ايام. وهي اول زيارة لوزير دفاع امريكي الى افغانستان منذ اعلن الرئيس باراك اوباما ان نصف القوات الامريكية سينسحب من هذا البلد بحلول شباط/فبراير 2014.