ماذا يجري في الخفاء بين مصر والسودان؟ .. أي هل العلاقات بين البلدين على ما يرام؟.. وما سر تبني حكومة مصر أو جزء منها المعارضة المسلحة السودانية.. وهل هذا الإجراء نوع من أنواع الضغوط المصرية على السودان؟.. العالم كله يعلم ان ما بين النظامين في السودان ومصر رؤى فكرية مشتركة، وكلهم أخوان، فما الذي جعل مصر الشقيقة في عهد إخوانها ان تتخذ مثل هذه الخطوة الخطيرة، والتي بدأت في نهايات حكم الرئيس حسني مبارك.. والسؤال المهم.. هل هذا التبني للمعارضة السودانية المسلحة من قبل مصر، تبنته قوى أخرى داخل مصر.. هي امتداد لنظام الرئيس مبارك أم ماذا؟ هناك غموض في العلاقات السودانية المصرية، ويبدو أن أعداء الشعبين لعبوا دوراً خبيثاً لتسميم الأجواء بين البلدين وبين الشعبين.. أعجبني دكتور نافع علي نافع في مؤتمره الصحفي الأخير مع وفد حزب الحرية والعدالة الحاكم في مصر.. عندما تحدث عن حلايب مؤكداً.. ان القرارات الحالية التي تمر بها مصر.. تمنع السودان من إثارة قضية حلايب وشلاتين في هذه المرحلة.. لكن ما بين السطور.. تأكد للكثيرين ان هناك أزمة صامتة بين إخوان السودان وإخوان مصر ولا نرى سبباً لهذه الأزمة، لأن السودان يحكمه نظام إسلامي يلتقي مع نظام القاهرة الاسلامي وفي البلدين رفض شديد للعلمانية وفصل الدين عن الدولة، كما لا يوجد على ارض السودان الشاسعة أي معارض مصري لنظام الحكم في مصر.. نأمل.. ان تسود الحكمة بين الاخوانين وتحل كافة المشاكل.. ان كانت هناك حقاً مشاكل، لان النظام في مصر يحتاج إلي دعم حقيقي من السودان، كما ان السودان يحتاج إلى دعم مماثل من إخوان مصر.. والغريب.. في الأمر الذي جعل الجميع يؤكدون وجود أزمة صامتة بين البلدين هو عدم زيارة الدكتور مرسي للسودان لأن الجميع كانوا يعتقدون ان تكون أولى زياراته الخارجية إلى السودان، لكنه فضل زيارات أخرى كثيرة.. يعتقد انها أكثر أهمية من السودان.. او لأن زيارته للسودان لا تحتاج إلى تأكيدات لحسن النوايا... بين البلدين الشقيقين.. في مؤتمره الأخير بمقر المؤتمر الوطني.. تحدث السيد الكنانتني... مؤكداً.. ان المرجعية المشتركة بين الوطني وحزب الحرية والعدالة لا تعني تطابق النتائج، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة.. وفي رده مؤشر واضح.. لوجود أزمة صامتة لا يريد الإفصاح عنها.. على كل حال.. يجب إزالة أي تشوهات في صورة العلاقات السودانية المصرية، خاصة ان في عهد مرسي.. قدم السودان أهم مشروعات التكامل مع مصر.. وعندما سألت رئيس حزب الحرية والعدالة عن اسباب احتضان مصر الشقيقة لمتمردين من جنوب السودان ودارفور.. الرجل تجاوز السؤال وأجاب على الاسئلة الأخرى التي جاءت بعده.. وعندما أتيحت الفرصة للدكتور نافع ليتحدث اكد الدكتور نافع وجود متمردين من الحركات المسلحة بمصر وبعلم السلطات المصرية.. مؤكدا ان كل الحساسيات بين مصر والسودان سوف تزول سريعاً.. رئيس حزب العدالة.. أكد ان الرئيس مرسي سيزور السودان قريباً.. وأعتقد اذا تمت هذه الزيارات سوف تحل كل الأزمات الصامتة وغيرها.. نآمل ان تزداد العلاقات بين السودان ومصر قوة.. بعيداً عن قصيري النظر كما قال الدكتور نافع.. نحن نريد ان نضع كل الأزمات أمام طاولة الرئيسين حتى يعرفها أهل السودان ويساعدونه في حلها، خاصة حلايب والحريات الأربع