زارتني امرأة قبل عام ويزيد بمنزلنا بالثورة, امرأة مادحة للرسول صلى الله عليه وسلم.. عرفتني بأن اسمها «منيرة».. وهي مادحة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. واسمعتني مدحة وهي تملك صوتاً جميلاً .. وقالت لي أريدك أن توصلني للسيد رئيس الجمهورية. قلت لها.. يا حاجة.. هذا يفعله مدير مكتبه الفريق طه .. قاطعتني وقالت لي اعطوني رقم هاتفه ولم يرد على عشرات الاتصالات.. قلت لها هو رجل مشغول للغاية , لذلك من الصعوبة أن يرد على أي هاتف.. اتصلت به .. وكان هاتفه مشغولاً.. اقتنعت المرأة بعدم جدوى الاتصال وشكرتني .. وذهبت لحالها.. بعد أيام جاءتني .. فرحة مستبشرة وهي تمدح الرسول صلى الله عليه وسلم.. وقالت لي جيت ابشرك بأن الله استجاب لدعائي .. وسوف اغادر الى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج .. وأضافت : ذهبت الى الحاجة سعاد ابراهيم مالك زوجة المرحوم الحاج بشير النفيدي .. وأبديت لها رغبتني في زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم فما كان منها إلا أن طلبت جواز سفري وجواز سفر زوجي واكملت الاجراءات على أفضل ما يكون ومنحتني مالاً يكفي , وفعلاً كفى وزاد وغيرنا كثيرون رافقونا الى الحج على نفقتها.. وبدأت تعدد فيما تقدمه الحاجة سعاد للفقراء والمحتاجين, وان بيتها مفتوح لكل من يطلب مقابلتها دون أن يسألوه عن أسباب الزيارة .. وقالت لي .. هذه الحاجة امرأة صالحة تقدم بيمينها دون أن تعلم يسارها , لذلك أفاض الله عليها من نعمه الكثير, ونجّح الله أولادها ووفقهم في أعمالهم وأصبحوا منارات في المجتمع .. ويعملون كل الأعمال الخيرة التي كان يعملها والدهم الحاج بشير النفيدي ووالدتهم الحاجة سعاد ابراهيم مالك, وهي شقيقة رجلي الخير الخليفة علي ابراهيم مالك وحسن ابراهيم مالك.. رحلت.. وودعتها جماهير غفيرة من اصدقاء أولادها ومن أهلها وعارفي فضلها.. وفي العزاء لم يسع الصيوان المعزين على سعته الكبيرة .. كل أهل السودان كانوا هناك , كبارهم وصغارهم, هزتهم المفاجأة .. وأمين وأحمد ومأمون وصلاح يستقبلون المعزين شاكرين ومقدرين تكبدهم مشاق الوصول الى صيوان العزاء .. رحم الله الحاجة سعاد .. وأسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..