يتفاني رجال الشرطة في ربك لتوفير الامن والامان لكل ساكني حاضرة ولاية النيل الأبيض، وقد اظهر رجال المباحث منهم قدرات مهنية عالية في آخر قضية شغلت الرأي العام الولائي والقومي، وكانت الشرطة القت القبض على المتهمين في حادثة السطو المسلح على منزل نائب الوالي المكلف وزير التخطيط العمراني محمد احمد بابكر شنيبو وهي على وشك اغلاق ملف التحقيقات والتحري واحالة القضية للمحكمة، ولكن كل هذا التفاني والتضحية، بالاضافة للتعامل المهني الرفيع مع المتهمين، يختفي في لحظة من امام ناظر من يدخل القسم الاوسط بربك حيث سيفاجأ بعد التعامل المحترف بانه اذا طلب جرعة ماء فانه لن يجد الا ماء الماسورة، وكنت ذهبت للقسم الاوسط الأحد الماضي لاكمال اجراءات بلاغ ضد أحد الاشخاص، صحيح ان احد الضباط الكبار استقبلني كأحسن ما يكون واشرف على اجراءات بلاغي بنفسه دون ان يكون لذلك علاقة بكوني صحفيا فما عرفته عن الضابط بعد ذلك انه يتعامل مع الجميع سواسية كاسنان المشط، كما فاجأتني الروح المرحة لاحد رجال الشرطة في مكتب البلاغات، ولكن بقدر مايسعدك كمواطن ان تجد رجل شرطة يسهل لك مهامك وهو منشرح الاسارير، سواء ان كنت شاكيا أو متهما، بقدر ما تصاب بقدر من الاحباط عندما تطلب جرعة ماء باردة، لم يجد الشرطي ما يقوله سوى ان يعتذر بلطف، كنت اشعر بالظمأ وانا اجلس امام المتحري الذي ارسل لطلب قارورة مياه معدنية باردة من البقالة المجاورة حتى قبل ان يشرع في التحري معي فقد كان حاضر وانا اطلب الماء في مكتب البلاغات، رجال الشرطة لايشكون ولايتذمرون خاصة هذه الايام حيث تنشط في القسم حركة رجال الشرطة لتأمين امتحانات الاساس وتنتظرهم مهمة اكبر بتامين امتحانات الشهادة السودانية، ولكن، ومنذ فترة طويلة، لاتوجد في القسم الاوسط (ازيار) وحتى (الكولر) الوحيد لا يبرد الماء لانه لم تدخله الكهرباء منذ فترة، فاذا كنت صحفيا حصلت على قارورة ماء باردة لاني صحفي، فان من يلقي القبض عليهم بينهم مرضى بالسكر وبامراض اخرى لايشربون سوى من ماء الماسورة مباشرة، ورجال الشرطة يشربون من الماسورة ايضا، صحيح ان رئاسة شرطة الولاية قدمت خدمات جليلة لافرادها منها قشلاق الشرطة الجديدة الذي يحوي (14) منزلا لضباط الصف ومتجر الشرطة الفخيم ومستشفى الشرطة في كوستي والعمل المستمر في مستشفى الشرطة بربك المكون من عدة طوابق وادارة السجل المدني الخ، كما عززت ادارة الشرطة بالولاية من قدرات افرادها عبر المعمل الجنائي في كوستي الذي صار مضربا للامثال في الكشف والقبض على المجرمين في وقت وجيز عبر تيم (مسرح الحادث) المدرب والمؤهل على اعلى المستويات، ولكن كل هذه الجهود الجبارة التي اسهمت ولاتزال تسهم في الاستقرار الامني الذي تشهده الولاية مقارنة بولايات اخرى، وكل تلك الروعة في التعامل في القسم الأوسط (قد) تضيع بسبب جرعة ماء باردة أو حتى من (الزير)، قد تكون ادارة الشرطة وعلى رأسها اللواء بدوي المدني الذي عرف باستقامته وحبه للعدل والانصاف والرحمة والقسوة في الوقت ذاته على افراد الشرطة الذين يخطئون حيث فصل عددا منهم، مشغولة بأمور ومهام اكبر واعظم في ظل وضع الولاية التي صارت جنوب السودان الان، ولكن مشكلة صغيرة كعدم توفر الماء الا من الماسورة في القسم الاوسط ربك، (قد) يفسد كل تلك المهنية العالية التي يتعامل بها ضباط وضباط صف القسم، لذا فان (حضرة المسؤول) ترسل مناشدة المواطنين الذين تواجدوا في القسم لحظتئذ لمدير الشرطة ان يسجل زيارة غير معلنة للقسم ليرى بام عينيه ان المشكلات التي تبدو صغيرة (ربما) تلحق اضرارا بليغة بسجل انجازات عظيمة تستحق منا جميعا الاشادة والتقدير والاحترام.