تحظى الزيارة المرتقبة للرئيس الامريكى باراك أوباما لمنطقة الشرق الاوسط التي تبدأ غدا الاربعاء باهتمام اعلامى كبير، رغم ان أيا من اطراف الصراع فى الشرق الاوسط لم يعلق عليها آمالا كبيرة فى إحداث اختراق فى مسار التسوية المجمدة بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى، وقبل ان يصل أكد الرئيس باراك أوباما أنه لن يقدم خطة للسلام عندما يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية ، لكنه سيأتي بدلا من ذلك للاستماع إلى استراتيجية الجانبين. وقال أوباما في مقابلة بثتها القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي إن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يكمن في ?اعتراف كل طرف بشرعية الآخر?.وأضاف قائلا إن الفلسطينيين، بحاجة لأن يشعروا بأن لديهم أرضهم الخاصة، في حين يحتاج الإسرائيليون إلى أن يعرفوا أن هذا لن يكون على حساب أمنهم. واستبعد الرئيس الأميركي أن يطالب بتجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية كما يطالب الفلسطينيون كشرط مسبق لاستئناف المحادثات، ولكن أوباما عرض التزام الصمت حيال انتقاد السياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية. وردا على سؤال حول تجميد الاستيطان قال: ?لقد تجاوزنا نقطة الشروط المسبقة?، لكنه أشار إلى أن إسرائيل بحاجة إلى التساؤل عما إذا كانت مستوطناتها في الضفة العربية قد جعلت ?من الأصعب أم من الأسهل على المعتدلين الفلسطينيين? أن يأتوا إلى طاولة المفاوضات». ويمثل وصول أوباما في العشرين من الشهر الجاري إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب، بداية لأول زيارة له إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ أكثر من أربع سنوات كرئيس للولايات المتحدة، ووصف أوباما مجددا علاقاته مع نتنياهو بأنها ?علاقة عمل رائعة مثل علاقة رجال الأعمال. الى ذلك اعرب خبراء و مسئولون عن آراء متباينة مع توقعات من جانب الفلسطينيين والاردنيين كانت الى حد ما أكثر انخفاضا .ويعتقد بعض المحللين الاسرائيليين أن الزيارة قد يكون لها تأثير كبير على الوضع فى الشرق الاوسط وان تمثل فرصة لإعادة بدء المحادثات الاسرائيلية- الفلسطينية التى توقفت منذ عام 2010 بعد استئناف اسرائيل بناء المستوطنات. وقال شلومو بروم ،وهو عميد سابق وباحث من معهد دراسات الأمن القومى فى جامعة تل أبيب بإسرائيل ،إن توقيت الزيارة وزيارات أوباما التى يقوم بها فى نفس الوقت الى اسرائيل والأراضى الفلسطينية تدل على انه ربما توصل الى توافق محدد مع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين الذين قد ينتهزوا هذه الفرصة لإعادة بدء محادثات السلام. بيد أن بعض الخبراء يشكون فى قدرة أوباما على اقناع اسرائيل بالعودة الى مائدة المفاوضات بالنظر الى أن قرار اسرائيل ببناء المزيد من المستوطنات ثأرا من حصول الفلسطينيين على وضع دولة مراقب غير عضو فى الاممالمتحدة فى نوفمبر الماضى جوبه باستنكار واسع بما فى ذلك إدانة من الولاياتالمتحدة. كما أن الوقت سيحدد ما إذا كان مجلس الوزراء الإسرائيلى الذى تشكل حديثا بعد مفاوضات استغرقت شهرين ،يمكن أن يصل إلى اتفاقية مع الفلسطينيين حول القضايا الشائكة فى النزاع الاسرائيلى الفلسطيني. وبالنسبة للفلسطينيين ،فإنهم برغم أنهم يتطلعون إلى الزيارة لا يضعون آمالا على إحراز أى تقدم فى عملية السلام المتعثرة مع اسرائيل.ويعتقدون ان الاولوية لدى اوباما سوف تكون اصلاح العلاقات الامريكية الاسرائيلية المتوترة بسبب خلافات الجانبين حول تعيين وزير الدفاع الامريكى والقضية النووية الايرانية ،ومن ثم تستفيد اسرائيل بدرجة كبيرة ،فى الوقت الذى سوف يكون فيه النزاع الاسرائيلى الفلسطينى مجرد قضية لا تحتاج اهتماما عاجلا.كما أنهم لا يتوقعون قيام اوباما بالضغط على اسرائيل لاجراء محادثات معهم بسبب موقف اسرائيل المتشدد الذى تتخذه منذ فترة طويلة. ويشعر اسماعيل هنية زعيم حماس فى غزة بالتشاؤم بشأن زيارة اوباما ، معتقدا انها لن تحقق أى تقدم فيما يتعلق بالنزاع الاسرائيلى الفلسطينى بالرغم من ان الرئيس الامريكى قد يدعو كلا الجانبين الى العودة الى مائدة المفاوضات لمواصلة محادثات «خالية من المعنى» .ويعتقد بعض الخبراء الاردنيين ان اوباما لن يقدم سوى كلمات خلال زيارته وسوف يفشل فى دفع عملية السلام فى الشرق الاوسط بسبب تعقيد القضية و تحيز الولاياتالمتحدة لاسرائيل .وعلاوة على ذلك فإن ظهور قضايا ساخنة فى الشرق الاوسط قد اضعف الاهتمام بالنزاع الاسرائيلى الفلسطينى .وعلى ذلك فإنهم يعتقدون أن تسوية مشكلات الشرق الاوسط سوف تعتمد على الشعوب العربية نفسها التى يجب ان تعزز وحدتها الداخلية وتتوصل الى توافق حول القضايا الكبرى وان تحمى سويا حقوق الشعب العربى والحقوق المشروعة للفلسطينيين .كما يرون أن الأممالمتحدة والمجتمع الدولى يجب ان يضغطا من اجل استئناف مبكر لمحادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية لتحقيق دولة فلسطينية مستقلة على خط حدود عام 1967 استنادا إلى حل الدولتين.