الإنزلاق الغضروفي .. من الأمراض المتفشية بشكل واسع وبات ضمن قائمة أمراض العصر التي يشكو منها الجميع ، ( الرأي العام ) بحثت أعراض وأسباب المرض ، وكيفية العلاج منه مع عدد من المختصين في هذا الشأن .. فتابعوا المساحة الآتية: ما هو الغضروف قبل الخوض في أعراض المرض يجدر بنا أن نعرف ما هو الغضروف ؟ د.( أسامة الطاهر ) إستشاري العظام والمفاصل وجراحة العمود الفقري ، عرف الغضروف بانه عبارة عن وسادة من المطاط تتحمل الصدمات ، الجزء العنقي منه يقع خلف الرقبة والجزء الصدري خلف القفص الصدري، أما الجزء القطني خلف البطن ، والجزء الفعال في الغضروف هو جزء لين يشبه السائل الزيتي ، قوامه شبه لزج ويسمى هذا الجزء نواة الغضروف وهي الجزء المركزي في الغضروف تحيط بهذه النواة حزام ليفي قوي يمنعها من الانزلاق أو الحركة بعيدا ، ويعمل الحزام على ضغط نواة الغضروف بما يجعلها متماسكة دائما والنواة هي الجزء الذي ينزلق إذا حدث ترهل او قطع في الجدار الليفي ، وان إستئصال الغضروف يعني استخراج النواة كما ان المناطق التي ينزلق فيها الغضروف هي المنطقة القطنية والعنقية ونادرا ما ينزلق في منطقة الصدر ، وتعد وظيفة الغضروف الأساسية هي امتصاص الصدمات عند الحركة، وعليه فلنا ان نتصور ان الغضروف السليم كي يقوم بوظيفته يجب ان يكون به شيء من المرونة. وتنحصر مهمة الغضروف في انه يمتص الصدمات بمعنى انه لو لم تكن هذه الغضاريف موجودة واضطر الإنسان إلى القفز فإن عظام الفقرات تتحطم لأنه لا توجد وسائد مطاطة لتتلقى أو تمتص الصدمات ، وتأتي ضرورة وجود الغضاريف لسلامة وسهولة حركة الفقرات وحمايتها ، وهناك ظروف تسبب ضعفا في جدار الألياف التي تحيط بنواة الغضروف وقد يتصادف أن هذا المكان قريب من خروج العصب من النخاع الشوكي فإذا ضعفت تلك الألياف وتعرض الغضروف لضغط شديد فإنه ينزلق أو يخرج عبر هذه الألياف ليضغط على تلك الأعصاب فيسبب الألم الشديد والمضاعفات الأخرى وهو ما يسمى بالانزلاق الغضروفي. أسباب المرض يقول : د. (أسامة ) ل (الرأي العام ) ، يحدث الانزلاق في حالة القيام بحركات مفاجئة مثل رفع جسم ثقيل من على الأرض أو انحناءة مفاجئة للظهر ، والتعرض لنوبة من السعال الشديد المستمر ، وهذا يؤدي إلى إنزلاق نواة الغضروف الى الخلف في قناة النخاع الشوكي حيث تضغط النواة على احد جذور الأعصاب الخارجة من بين فقرات العمود الفقري ، مسببة آلاماً شديدة في الظهر ويعاني المريض من ضعف في الاحساس في مواضع مثل القدم أو الساق ، وقد يصاب المريض بضعف وضمور فيهما إذا لم يتلق العلاج المناسب، وهذه المواضع التي تحدث فيها التغيرات المذكورة هي التي يغذيها العصب المضغوط. أعراض المرض تتعدد وتتنوع أعراض المرض وحسب دكتورة ( عفراء الزين ) استشاري العلاج الطبيعي ، تبدأ أعراض الانزلاق الغضروفي بحدوث ألم شديد في اسفل الظهر مصحوبا بآلام ممتدة خلف الفخذ و الساق تصل إلى منطقة القدم، وقد يشعر المريض بتنميل في القدم ، وهذه الأعراض هي ما يطلق عليها « عرق النسا « وهو التهاب يصيب العصب السياتيكي (و هو العصب الرئيسي المغذي للعضلات الخلفية فى الفخذ و الساق و عضلات باطن القدم وهوينقل الأحساس فى المنطقة الخلفية من الفخذ و الساق) نتيجة لضغط الغضروف المنزلق على احد جذور هذا العصب ويعتمد التشخيص على الفحص الاكلينيكي للمريض الذي يوضح المناطق المتأثرة بالانزلاق، ثم اجراء اشعة للعمود الفقري وعادة يتعرض المريض لعدة نوبات من آلام الظهر تبدأ بسيطة ولفترات محدودة ثم تتكرر وتزداد حدة الألم أسفل الظهر عند القيام بحمل شيء ثقيل أو الانحناءة لغسل الوجه مما يتسبب في صعوبة الحركة، يصاحب ذلك حدوث نوبة تلزم المريض الفراش من تلقاء نفسه ولا يستطيع حراكا بل أن نوبة من السعال أو كحة تسبب الألم الشديد للمريض، وفي بعض الاحيان تحدث تقلصات عضلية شديدة توقظ المريض من نومه في هذه المرحلة لا يوجد أمام المريض غير طريق ملازمة الفراش الى أن تتحسن حالته وهي فترة تمتد الى اسبوعين وفي بعض الحالات الشديدة قد تصل الى 6 أسابيع ، وتجدر الاشارة ان الانزلاق الغضروفي يصيب العصب ويؤدي الى ضمور في عضلات الساق أو فقدان الانعكاسات العصبية في الركبة او في القدم، وهنا لا بد من اجراء جراحة مع العلم ان التأخير في اجراء العملية يتسبب في شلل تام للمريض ، واكدت ان ألم الغضروف حاد وعميق مصحوب بتوتر مؤلم في عضلات الظهر وقد تؤثر على عصب الساق عوامل إضافية تزيد من احتمالات الانزلاق الغضروفي منها عدم الانتظام في التمرينات الرياضية وضعف في بناء الغضروف ذاته أو الجدار الليفي أو الاربطة المحيطة به وجفاف المادة الغضروفية مع التقدم في العمر بما يؤثر على قدراتها التحميلية وكذلك اوضاع الجلوس والوقوف الخاطئة. طرق العلاج اتفق المختصون ان العلاج من الغضروف يعتمد على الراحة التامة في السرير على مرتبة قطنية كثافتها عالية (سميكة ) على ان يوضع أسفلها ألواح خشبية ، ويعطى المريض الادوية المسكنة للآلام ومضادات الالتهاب والأدوية الباسطة للعضلات ، في بعض الاحيان يكون للحزام الساند للظهر دور مهم في علاج الانزلاق الغضروفي حيث يقلل من احتكاك النواة المنزلقة مع الجذور العصبية عن طريق تثبيت فقرات العمود الفقري فيقلل الالتهاب، واخيرا التدخل الجراحي وهذا لا ينصح به لان نسبة كبيرة من الحالات تتحسن بانواع العلاجات الاخرى لكن اذا استمرت الاعراض أو زادت حدتها أو حدث ضمور او ضعف في القدم فيلزم التدخل الجراحي لاستئصال الغضروف. ويجدر القول ان التدخل الجراحي لا يحدث الا في 10% فقط من حالات المرض ونسبة ال(90% ) فان فترة الراحة بالفراش التي تعقبها فترة من العلاج الطبيعي مع الالتزام بنصائح الطبيب تكون كافية لشفاء المريض وافادوا : في المستقبل يجب على المريض المحافظة على الوزن المثالي والالتزام بأسلوب النوم على سرير له ملة من الخشب ومرتبة واحدة من القطن ولا يهم اذا نام الانسان على ظهره او على احد جانبيه مع تجنب النوم على البطن او الانحناء لالتقاط اشياء ثقيلة ، مع ضرورة الجلوس على الكراسي التي لها ظهر مستقيم بحيث يستطيع المريض ان يلصق ظهره بظهر الكرسي لراحته وألا يطيل الجلوس اكثر من نصف ساعة ثم القيام بالمشي نصف ساعة والجلوس مرة اخرى بجانب ممارسة السباحة على الظهر في الصيف باعتبارها تقوي عضلات الظهر.