أقامت أكاديمية السّودان للعلوم الماليّة والمصرفيّة منتداها الثاني والتسعين يوم الثلاثاء 19 فبراير الماضي والذي كان بعنوان «آثار إنتاج و تصدير الذهب في السّودان». استعرض مقدما الورقة (د. يوسف حسن أحمد و أستاذ سيف النصر إبراهيم مصطفى) عدداً من المحاور شملت التعدين و آثاره الإقتصاديّة, ماضي و حاضر التعدين في السّودان, الآثار الإقتصاديّة لإنتاج و تصدير الذهب, آثار التعدين على الصادرات و سعر الصرف, آثار التعدين على التشغيل و البطالة, آثار تعدين الذهب على المعادن الأخرى و الإكتشافات الأثريّة. كما ضمّت بقيّة المحاور آثار ذلك التعدين على: النزاعات و التوتّر السياسي, الإيرادات العامة, توزيع الدخل و تخفيف الفقر, النشاط في القطاعات الاقتصاديّة الأخرى, استغلال الموارد و الصحّة و البيئة. كما تناولت الورقة العقبات التي تواجه ذلك التنقيب, و الجهود الحكوميّة لتشجيع ذلك التعدين و ذيّلت الورقة بخاتمة عكست وجهة نظر الباحثين عمّا قدما. قال الباحثان المذكوران أنّ التعدين في السّودان عٌرف منذ المملكة المرويّة و تبلّورت أهميّة هذا المعدن النفيس في السّودان بغزو الخديوي الألباني التركي للسّودان. فقد فعل ذلك من أجل حصاد الذهب و الرجال. و قد دلف المتحدث الأوّل إلى توضيح منهجيّة الورقة و أهدافها و التي جملها في تسليط الضوء على ماضي و حاضر هكذا تعدين في السّودان و سياسة دعم الدولة له و فرص نجاح ذلك في رفع معدّلات الإنتاج كما هدفت الورقة إلى تناول رؤية مستقبل إنتاج ذلك المعدن و تصديره في هذا البلد. و قد خلصت الورقة و التعقيب عليها إلى بعض النقاط المهمّة فيما ذكر من محاور يمكن تلخيصها في الآتي: (1)التعدين الأهلي في السّودان لم يقم على أسس علميّة و هو إلى الآن خارج سيطرة الدولة و تخطيطها إلى حد كبير. ذلك ينعكس في غياب الخدمات و الأمن و التهريب النشط. (2)رغم الإسهام الكبير للذهب في الاقتصاد الوطني بما يزيد على ال70% من فجوة البترول بعد الانفصال و كذا إنشاء وزارة خاصّة بالتعدين إلا أنّ المحصّلات دون الطموح كما أنّ التنسيق غائب مع الولايات. (3)إنشاء مصفاة الذهب بالخرطوم سجّل طفرة في هذا المضمار إلا أنّه لم يواكب الدقّة المطلوبة في تحديد نسب المعادن النفيسة الأخرى كالراديوم و اليورانيوم و التي لها وجود مقدّر في الذهب المصدّر. (4)أثّر تعدين الذهب سلباُ على العمالة في القطاع الزراعي و الرعوي. (5)لم تحدّد نسبة للشركات من إنتاجها لتطوير مناطق التعدين إلى الآن. (6)مشاركة السّودان في المؤتمرات العالميّة في الخصوص غائبة. كما أنّ السّودان مؤهل لإنشاء بورصة ذهب على شاكلة بورصة دبي مما سينهض بهذه الصناعة و وسائل تصدير الذهب. (7)يجب التحوّط من المشكلات الناشئة من التكتلات في مناطق التعدين و تقويّة الوجود الأمني. (8)يجب ألا تكرر الدولة الاعتماد على الموارد الناضبة كالبترول الذاهب للجنوب و الذهب الذي هو ناضب أيضاً. (9)مشكلات البيئة الناتجة عن التعدين كثيرة منها التلوث بالزئبق و الإنهيارات الأرضيّة. (10)اشترك الحضور في أنّ الورقة مبادرة مميّزة و يجب إجراء دراسات مفصّلة عن المحاور التي تناولتها. و تبقى الرسالة الأخيرة للسيّد وزير المعادن بتنظيم ورشة تضم كل المختصين لتناول مشكلات ما جاد الله به علينا و أسعفنا به قبل الحرث و الأنعام. .