تفيد متابعات (الرأي العام) بأنّ قرارات ستصدر خلال الأيام القليلة المقبلة لإنفاذ توجيهات رئيس الجمهورية بافتتاح الطريق الشرقي للنيل الرابط بين السودان ومصر، في وقت وصف عددٌ من الخبراء والقطاعات الإقتصادية والتجارية افتتاح الطريق بالخطوة بالإيجابية لجهة زيادة التبادل التجاري وتسهيل وزيادة حركة انتقال الأفراد والمنتجات بين السودان ومصر ومن ثم ربط البلدان بأفريقيا بربط الإسكندريةوالخرطوم بكيب تاون، بينما تؤكد المتابعات بأن بعض قطاعات النقل المختلفة من أصحاب البصات السفرية والشاحنات شرعت في الترتيبات لبدء الرحلات السفرية عبر الحدود بين البلدين. ووصف د.عز الدين ابراهيم وزير الدولة بالمالية الأسبق، الطريق الرابط بين السودان ومصر عبر طريق النيل الشرقي بالمُهم، مُبيناً بأن ذلك سيخدم كثيراً من القطاعات المختلفة وسيسهِّل عملية التبادل التجاري وحركة نقل المواطنين . وتوقع د. عز الدين في حديثه ل (الرأي العام) أن ينعكس النشاط التجاري عبر الحدود على أسعار بعض السلع، كما سيربط البلدين بجنوب أفريقيا وَسَيُمكِّن الدولتين من تنفيذ اتفاق الحريات الأربع بصورة أشمل، الى جانب تسهيل حركة رؤوس الأموال. وتوقع وصول كثير من السلع من مصر الى السودان ووصول الصّادرات السودانية الى اسواق مصر بعد افتتاح الطريق البري، الى جانب وصول أعداد كبيرة من العَمَالة المصرية، وأعرب عن أمله في أن تنفذ الطريق وتفتتح فوراً حسب توجيهات الرئيس، ودعا الى ضرورة وضع التدابير اللازمة لتفادي السلبيات للبلدين. وفي السياق، قال حاج الطيب الطاهر، الأمين العام للغرفة التجارية بولاية الخرطوم ان افتتاح الطريق يعتبر من الانجازات الحقيقية لتسهيل عملية التواصل في مختلف المجالات والقطاعات، مُعدِّداً فوائد افتتاح الطريق في زيادة التبادل التجاري والحركة التجارية من خلال تبادل السلع، الى جوانب الفوائد الاجتماعية من خلال ربط شعوب البلدان عبر التواصل. وقال إنّ افتتاح الطريق سيقلل تكلفة النقل من خلال اختصار المسافة. ودعا مصدر مطلع بإتحاد الغرف الصناعية - فضّل عدم ذكر اسمه -، الى ضرورة وضع ضوابط مُحكمة في دخول السلع المصرية الى السودان بحيث لا تتأثر المصانع المحلية بالبلاد، وحذّر المصدر في حديثه ل (الرأي العام) من دخول سلع تُنتج محلياً، وشدد على ضرورة وضع ضوابط منظمة وحماية المنتجات والسلع الوطنية. وقال: ما لم تضع الضوابط فإنّ المنتجات المصرية الرخيصة الأسعار ستغرق السوق السوداني الأمر الذي سيؤدي إلى كساد الاقتصاد المحلي نسبةً لعجز المنتجين السُّودانيين من بيع سلعهم، خَاصّةً وانّ ارتفاع الأسعار ناجم من الضرائب غير المُباشرة التي تفرضها الدولة على البضائع المحلية. يُذكر أنّ رئيسي البلدان امّنا في مباحثاتهما المشتركة نهاية الأسبوع الماضي على افتتاح الطريق الشرقي البري خلال الأيام القليلة المقبلة، وكذلك الطريق الغربي في الفترة المُقبلة، فضلاً عن العمل على سرعة إنشاء منطقة صناعية مشتركة. وتُفيد المُتابعات بأنّ الطريق سيسهم في تخفيض أسعار السلع، لا سيما وأنّ تكلفة النقل البري تقدر ب «300» دولار للطن، بينما تصل تكلفة الطيران إلى ألف دولار للطن. ويبلغ طول طريق قسطل (مصر) - حلفا (السودان) حوالي (55) كم، يبلغ طول الجانب السوداني منه (22) كم والجانب المصري (33) كم وأُنشئت فيه مواقف للحافلات وسيارات النقل الثقيل، بالإضافة إلى طريق ترابي خاص بمرور الجمال ونقاط إسعاف لتقديم الخدمات الصحية والإسعافات الأولية السريعة.