هذا هو هدف ما سمي بمجموعة أنونيموس «Anonymous» التي شنت هجوماً افتراضياً إلكترونياً على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية السبت الماضي وكان الهجوم تحت شعار «محو إسرآئيل من شبكة الانترنت». وهو يعتبر امتدادا للحرب الإلكترونية الباردة على إسرائيل والتي بدأت منذ صيف عام 2011م بعد الحرب على غزة مباشرة والضرر الاقتصادي والأمني الحقيقي لإسرآئيل من جراء الهجوم - رغم محاولة الإدارة الإسرائيلية التقليل من آثاره- هو استهداف أكثر من 175 ألف موقع الكتروني اسرائيلي _100 ألف موقع في فيسبوك و75 ألف موقع في تويتر_ وقد طال الهجوم موقع رئيس الوزراء وموقع وزارات الأمن والدفاع والتعليم لكن الخسارة الاقتصادية الأكبر كانت في اختراق موقع البنك المركزي الإسرائيلي وبورصة سوق المال والعديد من مواقع المؤسسات المالية والشركات التجارية وتمت سرقة معلومات مالية واقتصادية في غاية الأهمية وقد اعترفت اسرائيل بان الخسارة المادية تقدر بحوالي 3 مليارات دولار وان هناك بيانات في غاية السرية لا تدري الإدارة الإسرائيلية إلى الآن ما هي الجبهة التي سوف تستفيد من هذه البيانات.. وقد اعترفت إسرائيل أيضاً أن المعلومات والبيانات سرقت بعد ان تم اختراقها رغم البرامج والدفاعية الحارسة للمواقع والتي اعتمدت عليها اسرائيل مؤخراً بعد الهجوم الماضي عام 2011م و2012م وقد استطاع قراصنة أنونتموس إفشال هذه الدفاعات ثم الوصول إلى الواقع وسرقتها.. أنو نتموس هي مجموعة هاكرز تتكون من الشباب من جنسيات مختلفة عربية وغير عربية مناصرة للقضية الفلسطينية اختارت هي المجموعة المقاومة الإلكترونية بدلاً عن المقاومة بالحجارة والصواريخ واختارت الحرب الباردة الالكترونية بدلا عن الحرب الساخنة التي تتم عادة بالطائرات والطائرات بدون طيار هذه الأيام والصواريخ والهدف رئيسي للمجموعة هو نشر لكل العالم جرائم اسرائيل في فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في الضفة والقطاع وقد نجحت المجموعة في الهدف الذي عملت له واستطاع الهجوم تعطيل المواقع الاسرائيلية وكبدها خسائر مالية ومعلوماتية وكشف للعالم مدى هشاشة النظام المعلوماتي الاسرائيلي وإمكانية اختراقه عدة مرات رغم الدفاعات الالكترونية للعدو.. إن الدولة العبرية ومنذ نجاح ثورات الربيع العربي في البلاد المجاورة أصبحت في خطر وخوف دائمين فالربيع العربي شكل طوقاً من الأنظمة الإسلامية المعادية للدولة العبرية فمن الجنوب مصر ومن الشمال سوريا وتركيا ومن الشرق الاردن ومن الغرب تونس وهناك الخطر القادم من سيناء أضف إلى هذا الطوق وما أثاره من خطر وخوف أضف إليه الخوف من الظاهرة الجديدة إلا وهي العاصفة أو الحرب الباردة الإلكترنية التي هددت مؤخراً بمحو اسرائيل من شبكة الانترنت وظهر هناك مجموعات من «الهاكرز» المناصرة للحق الفلسطيني يمكن ان تقود مقاومة اليكترونية يصعب التصدي لها و انتفاضة الكترونية ليست كانتفاضة الحجارة هذه الانتفاضة الجديدة لا يمكن الاستهانة بها أو تهميشها في أطوارها الأولى لأنها يمكن بدون أدنى شك ان تكون الطريق إلى تحقيق المقولة الشهيرة «إن اسرائيل إلى زوال..»