اختيار والٍ بصفته المدنية من منطقة النيل الأزرق كانت رسالة مفادها بأن المرحلة التي تمر بها الولاية مرحلة تنمية و إعمار ، وأن أوان الحرب والدمار والخراب قد مضى وانحسر في شريط محدود وتحت السيطرة - أو كما قال الوالي - ولاية النيل الأزرق بدأت مرحلة جديدة بعد تعيين حسين يس أبو سروال والياً للولاية خلفاً للفريق الهادي بشرى الحاكم العسكري التي أتت به الظروف الاستثنائية التي كانت تمر بها الولاية واستطاع بفضل الله ثم عزيمة وإصرار قواتنا المسلحة الباسلة أن يمضي بسفينة الولاية بعيداً عن نهر الدماء وصوت الرصاص ، وفي بحر شهر أبريل الجاري أعلنت الرئاسة تعيين حسين ياسين حمد والياً للنيل الأزرق وإقالة الفريق الهادي بشرى من منصبة الذي يشغله منذ أكثر من عام . الثلاثاء الماضي كنا على موعد مع الوالي الجديد لتدشين استلامه للمهام الرسمية في ولايته الجديدة ، وبميدان المدفعية بمدينة الدمازين المخضرة كانت الحشود الجماهيرية الرسمية والشعبية في انتظار الوفد القادم من الخرطوم الذي ضم كلاً من الوالي وأحمد كرمنو واللواء الفاتح عبدون وعبد الرحمن أبو مدين رئيس المؤتمر الوطني السابق بالولاية وإبراهيم بحر الدين ممثل الكتلة البرلمانية لنواب الولاية بالبرلمان وعدد من قيادات الولاية . تطمينات الوالي دشن الوالي أول خطاباته الجماهيرية بحماس ووعود كثيرة تخوف البعض أن تحملها الرياح لتأتي فترته القصيرة بما لا يشتهيه المواطنون هناك ، الوالي قدم دعوة لكافة الأحزاب والقوى السياسية والإدارات الأهلية والمنظمات وكل رجالات المجتمع المدني بالاجتماع تحت كلمة سواء للنهوض بالولاية وتعويضها سنين الحرب والاحتراب ، الدعوة وجدت القبول من الأحزاب السياسية بالولاية حيث أكد السماني عبد الشافع ممثل الأحزاب السياسية وقوفهم التام مع حكومة الولاية في مرحلتها الثانية لتعويض ما ضاع من وقت في أيام القتال ، ودعا حاملي السلاح للحوار لجمع الصف الوطني وصولاً لولاية راشدة . المرحلة الحرجة والحساسة التي تمر بها الولاية تحتم على الجميع الوقوف صفاً واحداً وتقديم الأمن والاستقرار ليكون أولى أولويات المرحلة المقبلة للحفاظ على الوضع الأمني المستقر الذي تعيشه حالياً ، واعتبر الوالي أن الحفاظ على الوضع لا يتأتي إلا بتوحيد الصف الداخلي وإحياء سنة الجهاد لتحرير الشريط الحدودي من قبضة المتمردين وتصبح بعده الولاية حرة أبيّة ، مؤكداً مقدرتهم على تجاوز كل الصعاب وتذليل العقبات والمطبات للعبور بالولاية إلى بر الأمان . ودعا الوالي حاملي السلاح بالرجوع للصواب والنظر لمصلحة الوطن والمواطنين الأبرياء والتحلل من الأيادي الأجنبية والاستفادة من العفو الرئاسي الذي أطلقه رئيس الجمهورية لكل المعارضين وحاملي السلاح ، مؤكداً حرصهم على تنفيذ ما اتفق عليه مؤخراً في المصفوفة مع دولة الجنوب ، وبالرغم من تقديم الدعوة للحوار إلا أنه استدرك وأكد مقدرتهم على سحق ودحر التمرد مضيفاً بأن الحوار لن يثنيهم عن حمل السلاح والدفاع عن مكتسبات الولاية بالقوة . ووعد الوالي بالاهتمام بالزراعة والمزارعين وتفعيل لجنة إعمار الصعيد وصولاً لرفع دخل المواطنين . رسائل كرمنو أحمد كرمنو القيادي بالوطني ألهب الحضور بخطاب حماسي جعل أصوات التكبير والتهليل تعلو من أفواه الرجال وأصوات آلات الوازا تدوي في سماء الميدان إضافة لزغاريد النساء والكشاكيش ، كرمنو شكر رئيس الجمهورية لاهتمامه بولاية النيل الأزرق وأكد وقوفهم في خندق واحد مع الوالي ، ودعا السياسيين بالاستفادة من التجارب السابقة التي مرت بها الولاية ، وقال للوالي (خت الناس قدامك واحد ، أسمع النصيحة ، أمسك الدركسون تمام ، خلي الناس تقيف خلفك ما قدامك، أرفعوا كراعكم من الفرلمة عشان ما تنقلب بيكم ) ... كرمنو جعل الصحفيين يتلفتون يمنة ويسرى عندما خاطب عشيرته مرة بعد مرة بالرطانة ، رطانة كرمنو زادت تفاعل الجمهور مع خطابه ، حب استطلاعنا جعلنا نسأل من حولنا عن ما قاله كرمنو بالرطانة ، فقالوا إنه أوصاهم بالوحدة ونبذ العصبية والقبلية والالتفاف حول الوالي . تخوف مشروع البعض يرى أن حسين أبو سروال سيكون أمام تحدٍ كبير للمحافظة على الوضع الأمني والعسكري وتنمية الولاية وإنسانها ، ولكن ثمة تطمينات ترى أن صمام الأمان لقيادة الولاية بصورة حميدة رهين بالنأي عن الخلافات والدسائس والابتعاد عن المخذلين والطوابير وما أكثرها هناك ...