لم يكن يدوربخلد الشاب محمد الحسن وهو يسمع زخات من طلق الرصاص ان مدينته تتعرض لهجوم غاشم،فأم روابة منذ نشأتها مركز مدنى وتجارى حيوى فى العام 1900 لم تشهد فى تاريخها حدثا مثل الذى مر عليها الاربعاء الماضى،حسب محمد الحسن أنها زخات رصاص فرح او استقبال مولود ولكن بتكاثر الطلقات اتجه الى باب منزلهم الخارجى الكائن بوسط مدينة ام روابة ليتفاجأ برتل من السيارات ذات الدفع الرباعى تنهب طرقات المدينة الآمنة وبدأ يتكشف له قليلا قليلا ان هجوما من الجبهة الثورية فى رسالة طائشة تبعثها لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المواطن الآمن استبقتها بمحاولات لتهريب اسلحة فى أوقات سابقة لداخل الولايات تم ضبطها بواسطة الأجهزة الامنية ،دخلت اكثر من 66 عربة مشونة بعتاد عسكري شخصى ولمجموعة وعلى كل عربة يوجد 12 فردا تعرج على سوق الخضار بالمدينة قبل ان تتجه الى ميدان المستشفى المعروف بالمدينة وتتمركز هناك ليبدأ سيل من الهجوم على مؤسسات حيوية تم تدميرها بعد نهبها،3 طلمبات وقود،فرعان لبنكين معروفين ،مرافق حكومية،ونهب بعض ممتلكات المواطنين من بينهم التاجر المعروف محمد سالم الذى تم نهب عربته الحديثة غير شاحنات تم نهبها ووضع ما استطاعوا على الحصول على من مؤن من غير حق اقتلعوها عنوة من أصحابها . يقول محمد الحسن ان القوات المعتدية قضت 3 ساعات بالمدينة شهدت الساعة الأولى بعد دخلوهم المدينة من الجهة الغربية،القوات كانت تتحرك من منطقة (الله كريم) على بعد 40 كيلو مترا من ام روابة قبل ان تتمركز فى مقاهى توجد على الشارع الرابط بين الله كريم وام روابة على بعد 10 دقائق من المدينة التى دخلوا اليها فى تمام الساعة الثامنة و10 دقائق. توقفت الحياة تماما بام راوبة لفترة غير قصيرة،فعروس النيم قضت يوما اسود فى حياتها الاربعاء الماضى،عرج بعض مواطنى القرى فى تخومها ولاذوا بمناطق تبعد عن دائرة الرصاص الطائش،وعلى حد قول احد الرعاة ان اكثر من 115 عربة عبرت الى ام روابة ،لم تدخل كلها ،فى الطريق الى هناك حملوا كل ما مروا به. لم يتوقف الرصاص لساعة بعد دخول القوات المعتدية التى روعت مواطنى ابوكرشولا والسميح والله كريم قبل اتجاهها لأم روابة،غالبية الجنود الذين بصحبة قوات الجبهة الثورية وقطاع الشمال على حسب قول شهود عيان انهم دون سن السابعة عشرة ما يثيرتساؤلات عن استخدام الاطفال كوقود حرب من قبل قوات قطاع الشمال ،تعرض الشاب(أ.أ) الى وابل من الرصاص انهى حياته لعدم انصياعه بتسليم هاتفه الجوال،بينما قتل أسير آخر كان برفقة القوة المعتدية من الجبهة الثورية اثناء محاولتهم الخروج من المدينة عبر طريق العباسية ام روابة. نامت عروس النيم قلقة،دون خدمات مياه بعد تفجير الصهاريج الرئيسة بالمدينة،الآبار التى فى اطراف ام روابة صارت هى مصدر توفير المياه وكشف مواطنون عن تخوفهم من انقطاع خدمة المياه الصحية ،فى الوقت الذى يبذل فيه مهندسون من وزارة الكهرباء جهودا لاصلاح محطة الكهرباء الرئيسة التى بدأ التخريب بها،فيما كشف مصدر صحى ان عدد القتلى فى الاحداث وصل الى اكثر من 15 مواطنا بينهم نظاميون تم تشييعهم صباح امس بمقابر المدينة،وكانت بعض الأحداث قد نشبت اثناء مشاركة مسؤولين بالولاية للتشييع بعد ان فرض البعض وجودهم ،من جهته كشف معتمد ام روابة الشريف الفاضل ان عدد الشهداء بلغ عشرة شهداء، سبعة من قوات الشرطة وثلاثة من المواطنين، والقوة المعتدية هاجمت منطقة السميح والله كريم وقامت بضرب الخلاوي، ومن ثم اتجهت الى منطقة ام روابة وضربت المحطة التحويلية للكهرباء التي تغذي الابيض والرهدوام روابة، و الاعتداء على البنك الزراعى وعلى منزل المعتمد. فيا قام مواطن من ام روابة بفقدانه لسيارته الخاصة بعد ان حاول إجلاء ابنه من خلوة يدرس بها فى عطلة المدرسة،وتعرضت له قوة من المعتدين واخذت عربته بالقوة ،ومن بين المنهوبين عريس جاء من مدينة الرهد لاكمال مراسم زواجه بام روابة ففقد مبلغا ماليا كان بحوزته غير معينات الزواج الأخرى من مؤن وشيلة وعطور. وأبلغ مواطنون الصحيفة بتخوفهم من تردى الخدمات الصحية و خدمة المياه التى تعانى المدينة شحا فيها حتى قبل تدمير الصهاريج الرئيسة بجانب خدمة الكهرباء،وأشاروا الى ارتفاع اسعار الوقود منذ وقوع الاعتداء ووصل سعر جالون البنزين الى 20 جنيها ما يهدد برفع اسعار السلع الاستهلاكية،فيما اكد شيخ الخضرجية بام روابة على استقرار اسعار السلع والخضروات ،واضاف الى قوله ان ترابط النسيج الاجتماعى بالمدينة أسهم فى استعادتها لرباطة جأشها مؤكدا رفضهم للاعتداء الذى وقع على ام روابة وغيرها من المدن والقرى بشمال كردفان،واوضح لولا التوافق المجتمعى لحدث ما لا يحمد عقباه مذكرا بان نسيج ام روابة الاجتماعى لا تتدخل فيه المسائل السياسية ولا القبلية . وقال قيادى بشمال كردفان ان المدينة تمثل مدخلا لغرب السودان، وتصل ما بين جنوب كردفان والطريق الرابط بين ام راوبة والعباسية وأبو جبيهة، وهو طريق يربط غرب السودان، اضافة الى ان بها محطة تأمين لأبراج الكهرباء التى توزع لكل غرب السودان. مركزا على ان استهدافها يمثل انقطاعا للطريق الغربى القومى والذى له مؤثراته الخطيرة مشيرا الى تواتر اخبار عن تحرك المعتدين من مناطق الجبال الشرقية بكادقلى مرورا بمنطقة ام برمبيطة وابو الحسن ومنها لمنطقة ام كرشولا ومن ثم ام روابة. أعداد غفيرة من اهل ام روابة الوادعة شيعوا شهداءهم صباح امس،واخذت المدينة عروس النيم تزيل من طرقاتها آثار اعتداء أليم غشيم وتلملم بعضها حتى تواصل دورها الانسانى والاقتصادى المهم . فيما توجه وفد رفيع من ابناء المدينةبالخرطوم الى ام روابة لمواساة ومؤازرة أهليهم، فى الوقت الذى تتشعب فيه الخروقات من جهة الجبهة الثورية من النواحي الغربية و ليمتد خرابها الى الناحية الشمالية حيث ام روابة عروس النيم التى لم تشهد فى تاريخها الممتد لأكثر من قرن_طلقة واحدة_ فى غير موضع فرح!