ترك الآلاف من المواطنين قراهم ومواقعهم جراء الاعتداءات المستمرة لما يسمى بالجبهة الثورية على قرى ومدن شمال كردفان الآمنة المتاخمة لولاية جنوب كردفان ،فقد ترك العديد من الموظفين المرتبطة حياتهم العملية بمنطقة العباسية ورشاد أسرهم فى مدن الابيض والرهدوام روابة واستأجروا لهم مساكن هناك حتى يكونوا بعيدا عن تنشين الحرب..يقول موظف يعمل فى مدينة العباسية ان الهجوم عليها فى مرة سابقة جعلهم يتجهون لإبقاء أسرهم فى مدن بعيدة عن مرمى النيران على ان يبقى هو ورفقاؤه فى مواقع عملهم لتوفير معيشة لأبنائهم رغم المخاطر،فالهجوم على العباسية العام الماضى جعل الآلاف يتجهون الى مدن كالرهد والابيض وتجمد العمل فى مئات الأفدنة الزراعية ما أثر على المواطنين وجعلهم يفقدون مصدر دخلهم.يقول الاستاذ محمد الحسن من مدينة ام روابة ان المناطق التى رزئت بأعداد غفيرة من النازحين أصبحت الاسعار فيها مرتفعة وصعبت المعيشة ما يتطلب تدخل من الجهات الانسانية الرسمية والطوعية لما للنزوح من آثار اقتصادية واجتماعية،ويضيف ان المئات قدموا من مناطق ابوكرشولا والله كريم والسميح وقطعوا مسافة طويلة يختبئون بين الاشجار حفظا على أراوحهم ليستقروا فى مدينة الرهدوام روابة كما نزح العشرات من منطقة حجير و روكب وبوباي بعد الهجوم الغادر الذى شنته الجبهة الثورية على المناطق فى طريقها الى ام روابة السبت الماضي، فحياتهم باتت فى خطر على حد قول رئيس اللجنة الشعبية بمنطقة رشاد فتركوا ممتلكاتهم وفقدوا مصادر الحياة الكريمة. ووصف مواطن من ابوكرشولا الوضع الانساني بالسيئ للغاية حيث لا تتوافر المؤن والمياه والخدمة الصحية.فى الوقت الذى وصلت الى مدينة ام روابة امس قيادات رفيعة للوقوف على الوضع الامنى والانساني وسط تدفقات مستمرة من النازحين الى الابيض والرهدوام روابة بينما وصلت مساعدات إنسانية حكومية لمدينة أم روابة لكنها بكميات أقل من حجم الاحتياج، من جهة اخرى يتم العمل فى المحطة الرئيسة التى دمرها المعتدون ورشحت الاخبار عن عودتها للعمل اليوم بعد ان وصلت نسبة الصيانة فيها الى 85% بعد العطل الذي أصاب المحول رقم (1) إصابة كلية وعطل جزئي في المحول رقم (2) إثر الهجوم الغادر الذى نفذته ما تسمى بالجبهة الثورية حسب افادة المهندس جعفر علي البشير المدير العام للشركة السودانية للنقل الكهربائي الذي وصل على رأس وفد هندسي الى ام روابه لمعالجة الأعطال امس الاثنين. كما سيرت مفوضية العون الإنساني قافلة لمساعدة المواطنين المتأثرين بأحداث أم روابة وأبو كرشولة تحتوي على مواد غذائية ومواد إيواء بتكلفة بلغت 530 مليون جنيه.وأكد د. سليمان عبد الرحمن مفوض عام العون الإنساني) إن عدد المتضررين يقدر بحوالي 5 آلاف ويشمل 450 أسرة مشيرا إلى مشاركة منظمات وطنية وأجنبية في تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين المتأثرين بالأحداث.