أعْلنت وزارة العدل أنها بصدد تحريك إجراءات رسمية قانونية في مواجهة الجبهة الثورية بسبب ارتكابها جرائم بشعة في حق المدنيين بمناطق في ولاية شمال كردفان. وقال مولانا عصام الدين عبد القادر وكيل الوزارة في تصريحات أمس، إنّ وزارته ستتجه بشكل رسمي لمقاضاة الجبهة الثورية قانونياً لارتكابها جرائم بشعة بحق المدنيين العُزّل في شمال كردفان. وفي السياق، أصدر مولانا محمد بشارة دوسة وزير العدل حسب (سونا) أمس، قراراً بتشكيل لجنة برئاسة وكيل النيابة الأعلى بأم روابة مولانا عماد الدين عبد القادر وعضوية آخرين لحصر الأضرار التي تعرّضت لها مدينة أم روابة جراء اعتداء الجبهة الثورية. وكان دوسة أرسل وفداً عالياً من المستشارين برئاسة د. محمد سعد ونان مدير إدارة التفتيش لتقديم التعازي لأُسر الشهداء والمصابين في الأحداث الأخيرة. في غضون ذلك، كشف عادل عوض سلمان أمين أمانة المنظمات بالمؤتمر الوطني، عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان من قبل الجبهة الثورية في أبو كرشولا، طالت تصفيات لأكثر من (45) شخصاً من المواطنين العُزّل أمام ذويهم، بجانب استخدام المواطنين كدروع بشرية بعد منعهم من الخروج عن خط النار. وقال سلمان حسب (أس. أم. سي) أمس، إنّ الأمانة تعكف على إقامة اجتماع مُوسّع لمنظمات المجتمع المدني الخميس المقبل لتبني خطة لفضح انتهاكات التمرد لحقوق الإنسان وشرح أبعاد هذا المُخطّط. وأكّد أنّ وضع حقوق الإنسان في تلك المناطق أصبح خطيراً ويدعو لوقوف الجميع لإنقاذ الموقف. وعلى الصعيد، كشفت مصادر مطلعة بولاية شمال كردفان، أن شخصين يتبعان لقوات الجبهة الثورية لقيا مصرعهما في مدينة الرهد أمس. وأوضحت المصادر ل (الرأي العام) أمس، أنّ الشخصين قُتلا في حادثين منفصلين، حيث اكتشف نازحون بالمدينة أنّ الشخص الأول كان أحد المشاركين في الهجوم على أبو كرشولا فطاردوه داخل السوق وانهالوا عليه بالعصي والحجارة ثم أطلقت عليه النيران، بينما قُتل الآخر قرب مباني المحلية بذات الطريقة، لكنه فارق الحياة بالمستشفى. وفي السياق، كشفت المصادر عن اعتراض سيارة تابعة لقوات الجبهة الثورية عربة تحمل نازحين في طريقها من أبو كرشولا إلى الرهد قرب (جبل الداير)، وأوضحت أن المتمردين هددوا سائق العربة بقتله إذا قام بترحيل مواطنين مرة أخرى من أبو كرشولا الى الرهد. وأكدت المصادر أن النازحين ظلوا يتعقبون المُتسللين من فلول التمرد، وناشدت الجهات الأمنية بضبط السلاح فى المدينة منعاً للانفلات، والتبليغ عن المشتبه بهم وتسليمهم لجهات الاختصاص. وفي الأثناء، دان بيان وزعته السفارة البريطانية بالخرطوم أمس، هجوم التمرد على شمال كردفان، وقال إن الوصول الى حلول للمشاكل السياسية والأمنية والإنسانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق لن يكون إلاّ عبر المفاوضات وليس العنف والقتال. وأضاف البيان بأنّ وزير الخارجية ووزير التنمية الدولية البريطانيين يدينان بشدة أحداث العنف بشمال كردفان. وتابع بأنه من المقلق جداً أنه بينما كانت المحادثات جارية قامت جماعات مسلحة بما فيها الحركة الشعبية بتنفيذ هجوم جديد في شمال كردفان. من ناحيتها، أدانت د. الميني زوما رئيسة مفوضية الإتحاد الأفريقي، بشدة الهجمات المسلحة التي نفذتها الجبهة الثورية بمدينة أم روابة في شمال كردفان، وفي مناطق بجنوب كردفان مما تسبّب في قتل وجرح عددٍ من المواطنين وتدمير المُمتلكات بما فيها شبكة الكهرباء في المدينة. واعتبرت في بيان أمس، أنّ هذه الأحداث المؤسفة تُشكِّل نكسة لحدوثها مُباشرةً بعد بدء المُحادثات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال بأديس أبابا خلال الأيام الماضية. كما تلقت الخارجية إدانات من سفارات السودان بالأردن وأفريقيا الوسطى وغانا وقنصلية السودان بأسوان.