كتب الزميل العزيز والصحفي المحترم الأستاذ فيصل محمد صالح في زاويته اليومية أمس عن ظنون كُتّاب الصحافة الرياضية أو الزملاء الصحفيين الرياضيين بتطفل الكُتّاب السياسيين على اختصاصهم عندما يكتبون أو يتحدثون في قضايا الرياضة ، واعتبر ذلك غير صحيحٍ ، لأن الرياضة حسب تعبيره تهم قطاعا كبيرا من الناس (على اختلاف أفكارهم ومهنهم واتجاهاتهم ، ولها تأثيرات وتشابكات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية) انتهى ، ثم ربط الأستاذ فيصل رؤيته بجدل دار بيني وبينه أكثر من مرة في موقفي من قضية شطب قائد فريق الهلال السابق هيثم مصطفى (وقد جادلت صديقنا وزميلنا حسن فاروق أكثر من مرة في موقفه من شطب هيثم مصطفى من الهلال وتسجيله في المريخ ، والحيثيات للشطب ، فمن متابعة للأسابيع الأخيرة التي مرت من الدوري يتضح أن الرؤية الفنية للمدرب غارزيتو (طلعت آوت) ، فمكان هيثم مصطفى في الهلال ظل شاغراً ، ويمتلك الهلال خط هجوم ضار لا يجد التموين من الوسط ، ولو لعب هيثم مع تراوري لأحرز مزيداً من الأهداف في كل مباراة ولأنهى مسلسل التعادلات المستمر. وبالمقابل ورغم هجوم الأقلام الهلالية على مشاركات هيثم مصطفى مع المريخ ، إلا أنه أثبت أنه لا يزال قادراً لأداء دوره على أكمل وجه وتمرير الكرات البينية القاتلة ، المشكلة الوحيدة هي أن فريق المريخ لا يمتلك خط هجوم ، وليس فيه لاعب يستفيد من تمريرات هيثم مصطفى ) ، انتهى تحليل فيصل محمد صالح ، وهذه الجزئية تحديداً أكبر دليل على (تطفل) كُتّاب السياسة على الرياضة ، لأنها اعتمدت على الكتابة في العموم ، دون تفصيل علمي دقيق ، والأستاذ فيصل خير العارفين خاصة وانه من المحللين السياسيين البارعين ( في ملعبهم). لذا فكل ما أورده فيصل لا يخرج من عاطفة إعجابه باللاعب هيثم ، وهذا الأمر جعله يقرأ أزمة هيثم مع المدرب من الناحية الفنية فقط ، مع العلم أن القضية بها تشابكات وتعقيدات كثيرة ، أهمها على الإطلاق مفهومنا للمنظومة الرياضية والأدوار التي تلعب من خلال هذه المنظومة ، ومن هو صاحب القرار؟ كل من خلال موقعه ، فالمدرب مدرب واللاعب لاعب ، وهيثم تربى تربية خاطئة في الهلال لضعف الإدارات والمدربين أنسته أنه لاعب وليس مدرباً يحدد متى يلعب وكيف يلعب وأين يلعب؟ عموماً وكما ذكرت القضية أكبر من اختزالها في الجانب الفني. ولكن حتى في الجانب الفني نتابع مع فيصل بالأرقام في الهلال والمريخ مع هيثم وبدون هيثم (كصانع لعب) في الفترة التي مرت من الدوري كما أورد فيصل محمد صالح في تحليله أمس لهذه الفوارق. إذا أخذنا جانب الهلال سنجد أن هجوم الفريق هو أفضل خط هجوم في الدوري الممتاز للموسم الحالي حتى لحظة كتابة هذه السطور برصيد 13 هدفاً، فكيف تأثر الهجوم بغياب هيثم ؟ وعلى مستوى الهدافين سنجد أن تراوري هو هداف الدوري الممتاز حتى الآن برصيد ستة أهداف ، فبماذا أثّر غياب هيثم عن الهلال في هذه الحالة ؟ وأزيدك من البيت شعراً الهلال حقق الأفضلية في الهجوم الموسم الماضي بدون هيثم ، وأحرز سانيه 13 هدفاً في الدورة الثانية التي شارك فيها ولم يصنع هيثم منها سوى هدفاً واحداً أمام هلال كادوقلي ، كما نال مهاجم الهلال السابق سادومبا لقب هداف البطولة الافريقية الموسم الماضي بدون مشاركة قائد الهلال السابق. أما في جانب المريخ فقد أحرز هجوم الفريق 12 هدفاً هذا الموسم لم يصنع منها هيثم سوى هدفين فقط ، وإذا رجعنا بالتاريخ للسنوات الخمس الأخيرة لنقف على الأفضلية بين الهلال والمريخ في الهجوم والهدافين بوجود هيثم مع الهلال في هذه الفترة كقائد وصانع لعب ، سنجد أن المريخ تفوق على الهلال بفارق كبير، فقد احتكر لقب أفضل هجوم في كل هذه المواسم ، واحتكر لقب الهداف في كل هذه المواسم ما بين طمبل وكلتشي وإيداهور وساكواها ، بل أن طمبل وكلتشي حطما الرقم القياسي لهداف الدوري في موسمين بإحرازهما ل (21 هدفاً)، كل هذا التفوق والاحتكار المريخي وهيثم صانع لعب الهلال. أواصل