عندما تطأ أقدامك ارضا على جثث ساكنيها وبجريمة ارتكبتها فذلك لا يعد انتصارا تهلل له.. كما فعلت فلول مايسمى بالجبهة الثورية.. التي دخلت الى مدينة ابوكرشولا محلية الرشاد بولاية جنوب كردفان وهي تطلق الرصاص وتقتل الأبرياء العزل وتعيث في المنطقة فسادا وخرابا..وتشرد آلاف الأسر في المدينة التي تعد جنة بين مدن الولاية حيث الجنائن والغابات والماء العذب والثروة الحيوانية الهائلة. مدينة ابو كرشولا او الوحدة الادارية التي تتبع لها العديد من القرى والتي تشكل قبيلة (الحوازمة الحلبة) الغالبية بين سكانها البالغ عددهم (35) الف نسمة وعدد من القبائل بينها البقارة والفلاتة والبرقو.. تعد بثرواتها مصدرا اقتصاديا مهما ونقطة تماس مع ولاية شمال كردفان وعلى بعد نحو اربعين كلم من مدينة الرهد..والمتمردون يدخلونها بدهشة جعلت أوهامهم تعلن انها مركز اراضيهم المحررة، لكنهم قتلوا وجرحوا وصفوا بما وجدوا في قوائم يحملونها باسماء من يريدون استهدافهم واكثر من ثلاثة عشر الف نسمة بينهم المسن والمريض والاطفال بما كانوا عليه من ملابس يزحفون سيرا على الأقدام لأكثر من ثماني ساعات للوصول الى مدينة الرهد ابو دكنة التي كما قال د.هارون الطيب الاستاذ بجامعة شمال كردفان وناظر عموم الجوامعة قد احتضنتهم برحابة صدر الانسان السوداني متوزعين بين المدارس وحتى بين بيوت سكان الرهد وساحات الملاعب الرياضية وقال ان كل من ينجوا يفر بالأقدام الى منطقة (كمدا) بجبل الداير التى تقع بين الرهد وابوكرشولا ومازالت أعداد كبيرة منهم تتدفق الى المدينة .. مأساة انسانية وإدانة دامغة لأوباش تدفعهم أحقاد الصهيونية للاعتداء على الابرياء العزل والنساء .وقد اكد د. اسماعيل بشارة وزير الصحة بولاية شمال كردفان انهم في حاجة ماسة للرعاية الصحية ومع الدفع بكل امكانات الولاية الا أن هذا الأمر سيخرج عن السيطرة ان لم تصل مساعدات طبية عاجلة فهنالك جرحى ومرضى وكبار السن ولابد من تقديم الخدمات الصحية لهم. واشار د. هارون الى ان ابوكرشولا تعد منطقة(دمر) حيث يصيف الرعاة فيها وهي تعد ذات ثروة حيوانية يقدر عدد ابقارها بحوالي(200) ألف رأس الى جانب انها ذات موقع استراتيجي فهي تربط بين ولايتي شمال وجنوب كردفان.. وقال ان الرهد عصية الآن على المتمردين حيث توجد الآن القوات المسلحة التي تسيطر على الموقف في الولاية.. ونوه الى وجود غرفة عمليات تتابع الموقف مع النازحين الذين ما تزال اعداد منهم تواصل المسير باتجاه الرهد هربا من المعارك الضارية التي تجري في منطقتهم ولم يستبعد تحرير المدينة في القريب جدا. وبشر خالد جيلي عمدة ابوكرشولا بأن الوضع لن يستمر على الحال الذي عليه وقال: ان أعدادا كبيرة ما زالت تتدفق على المدينة التي اصبحت تسودها الفوضى وحالات السلب والنهب والقتل مؤكدا ان 90% من سكان المنطقة نزحوا فلم يعد هنالك مأوى فحتى شبابيك البيوت والابواب نهبوها.. الناس خرجت بما عليها وهنالك عوائل لديها اكثر من مفقود واخرى رأت امامها ابناءها يقتلون ومازال المعتدون يبحثون عن اشخاص بعينهم.