وقف الأمين وهو خمسينى يقطن بقرية الشريف حسب الله بمحلية الفشقة بالقضارف وحوله العشرات يبحلقون بحب فى صورة فوتوغرافية علقت على جدار المركز الصحي الذى اشادته منظمة جايكا اليابانية،وقف الأمين وكان قد قدم لتوه من مزرعته وعلى جلبابه بقايا طين وعرق حلال يتأمل فى الصورة التى تضم الدكتور كوهارا اليابانى اول طبيب يدير المركز بجانب مركز المنصورة الصحي الذى يقع على بعد كيلومترات قليلة من قرية الشريف حسب الله،اخذ الأمين وصحبته يشيرون الى من مع الدكتور كوهارا بالصورة الفوتوغرافية،هذا حاج النور،وذاك الصادق اخوك قالها ملتفتا لأحد الحاضرين،يقول الامين ان دكتور كوهارا مكث حوالى 3 سنوات يقدم لهم خدمته الانسانية الجليلة،الطبيب اليابانى القادم من الشرق الاقصى،الى شرق السودان ،بنى له منزلا وجلب زوجته التى تعمل فى نفس المهنة الى القرية،صارا جزءا من مكونها الانسانى والاجتماعى،يقول الامين ان (كوهارا زول كويس) وهذه اقصى درجات التشكير عندهم. بيت كوهارا لم يختلف عن مباني القرية الوادعة واستطاع برفقة الفريق الطبى الذى كان من ضمنه الممرضة توسكو بالشريف حسب الله والتى احبها اطفال القرية ،كانت توليهم اهتماما واسعا وتلاعبهم ،اما كوهارا فقد صار من رموز القرية يأكل ملاحها ويشارك فى مناسباتها الاجتماعية،يرقص بالسيف والعصا ،ويصنع قهوته بيمينه،ويقطع خيط ملاح البامية المفروكة من على صحنها بطرف اصبعه، حتى حين تم تكريمه فى حفل وداع اقيم على شرف مناسبة انتهاء خدمته الجليلة بالموقع ،سكب دموعه وقال انه من (اللحويين)،القبيلة التى تقطن المكان. تقول ابتسام موسى من العاملين فى الحقل الصحى بالمنصورة ان المركزين بالشريف حسب الله والمنصورة استطاعا ان يوطنا العلاج بالمنطقة ويقدمان خدمتهما لتسع قرى مجاورة اكثر من 20 الف مواطن،فيما تضيف الى قولها القابلة نعمة البلة ان الوعى الصحى الذى بذله كوهارا اسهم فى تحقيق استقرار صحى ،اشرف كوهارا على تدريب الطاقم الطبى والذى اكتسب خبرة فى مجال العمل كما باشر بتنظيم دورات توعوية فى القري ،خرج كوهارا حسب عمله فى منظمة جايكا للخدمة فى موقع آخر،ذهب من الشريف حسب الله والمنصورة وهما فى قلبه،كما هو فى قلبيهما،ذهب وترك زوجته تواصل خدمتها الانسانية فى المنطقة، تلتقيك بترحاب سودانى خالص وتودعك بكلمتى(شكرا ..مع السلامة)!