ما ان يتهيأ (مصطفى) للخروج الى مكان عمله في الصباح الباكر إلا وتلحق به زوجته (تهاني) لتذكره بان يضع في (باله) شراء (كراسي) جلوس هذا الشهر ، ولو يترك كل شئ حتى المهم لكي يشتري (الكراسي) لان (بيوت) الحي كلها صارت (كراسي الجلوس) الوثيرة جزءا من اثاثاتها الا بيتها الوحيد الذي لم يحظ بان تزينه (اطقم الجلوس) حتى ان كانت محلية تصنع داخل الاحياء السكنية ، التي امتلأت بمحلات (تنجيد أطقم الجلوس)!! ففي السابق لم تكن (كراسي الجلوس) او غرفة (الجلوس) كما يحلو للطبقات للبعض تسميتها ، واحدة من اساسيات (البيت) الذي تتضمن اثاثاته (الدولاب والاسرة والترابيز) مع (كراسي) بلاستيكية فقط ، وذلك الى مابعد ثمانينات القرن الماضي ، وبعدها انفتح العالم على بعضه ، وتداخل ، وكل استمد اشياء الآخر في نواحي كثيرة فيما يختص بأثاثات (المنزل) ومن ضمنها (اطقم الجلوس) التي صارت من اكثر الضروريات ل(ست البيت) ولا يكتمل ديكور المنزل إلا به!! محلات(الجلوس) صارت في كل شارع في الأحياء السكنية ، فهل صارت هذه (الاطقم) المحلية بديلا للمستوردة ، غالية الثمن جميلة المنظر؟ ام ان اسعارها المناسبة جعلتها في (المقدمة)!!.. (الرأي العام) خلال جولتها على بعض محلات (التنجيد) داخل الاحياء التقت ب(محمد الأمين) صاحب محل (المسرة) للتنجيد بالكلاكلة اللفة ، الذي اشار الى ان (تنجيد) الكراسي صار مهنة منتشرة امتهنها الكثيرون ، وفتحت لهم بيوتهم، مبينا انهم يعملون على تغيير وتجديد (الكراسي) القديمة بأسعار بسيطة تتماشى مع ذوي الدخل المحدود الذين يشكون من عدم مقدرتهم على تغيير اثاثاتهم ، وقال محمد ل(الرأي العام) ان المواد التي تستخدم في (التنجيد) عبارة عن هيكل (الكرسي) اذا كان من خشب او حديد ، اضافة الى اسفنج ، وكرتون وقماش من انواع مختلفة ، الى جانب ، خيوط ايضا بألوان مختلفة، وحبال لشد (الاطقم) ، وقال:صناعتنا متينة ومضمونة ، ننافس بها المستورد، وقال: انهم يعاملوا (الزبائن) بنظام البيع بالتقسيط واغلبهم من (النساء)، باعتبار انهن من الحي الذي يوجد به (المحل) او الاحياء المجاورة ، وقال. الأثاث المستورد جميل المنظر والمظهر، إلا ان المواد التي تدخل في التنجيد تكون ضعيفة ومغشوش فيها وغير متينة، ونحن نعمل على الجودة بكل المقاييس حتى لا يأتي الينا العميل مرة اخرى إلا لتبديل نوعية القماش فقط، وأكد ان العمالة السودانيين تدربوا على ايدي خبيرة في هذا المجال، وهم بدورهم دربوا غيرهم مما اتاح توالد هذه (الصنعة) وانتشارها في العاصمة خصوصا داخل (الاحياء الشعبية) ، اما اسعار هذه (الاطقم) التي يتم تنجيدها فتتراوح بين (1500) الى (2000) جنيه ، اما الذي يحتاج الى تجديد قماش فقط دون تجديد في الهيكل فيتراوح بين (500 الى 1000) جنيه حسب اختيار نوعية القماش!! اما (الاطقم) الجاهزة للبيع فتتراوح اسعارها مابين (2000 الى 2500) جنيه!!