لا شيء يقلق مضاجع أهل القضارف هذه الأيام غير حوادث الحرائق التي تندلع في المنازل المشيدة بالمواد المحلية (القش, القصب , الحطب)، ففي هذا الشهر عاشت المدينة بل معظم مناطق الولاية حوادث حرائق قضت على الأخضر واليابس وجردت الأسر من ممتلكاتها ومدخراتها في غمضة عين، وفي غفلة تامة من السلطات المختصة التي تعتبر مثل هذه الكوارث من صغائر الأمور التي لا تستحق الوقوف عندها أو بحثها وإيجاد حلول لها .. فالدفاع المدني ما زال يقف مكتوف الأيدي حيال أي حريق (يشب) في أي حي من أحياء مدينة القضارف نظرا لتعطل أسطول سيارات الإطفاء وخروج بعضها من الخدمة نهائيا جراء قدمها وتهالكها, فمن (10) سيارات تعمل فقط ثلاثة بطاقة 30% فقط، بينما تقول احصائيات رسمية إن الولاية بقراها ومناطقها المترامية بلغت جملة حوادث حرائق المنازل أكثر من (600) حريق وأودت بحياة (15) شخصا معظمهم أطفالا آخرهم وفاة طفلتين صغيرتين احترقتا داخل قطية بحي (سلامة البي) بمدينة القضارف لم يبك عليهما مسؤول، بينما كانت جملة المنازل المحترقة في الولاية منذ مطلع شهر يناير أكثر من (2000) قطية بكامل محتوياتها وقدرت الخسائر بمليارات الجنيهات الي جانب إتلافها لكميات مهولة من جوالات الذرة والمحاصيل الأخرى، ويتهم مواطنون حكومة الولاية بالتقصير حيال وضع تدابير تحد من انتشار الحرائق أو تقليل حجم الضرر الذي يقع علي المواطنين ونوهوا الي أن القضارف معروفة أن صيفها لا يمر إلا ويسجل عددا مهولا من الكوارث، وكان من المفترض تهيئة أسطول سيارات الإطفاء وزيادة عددها ليستطيع رجال المطافئ من التعامل بسرعة مع بلاغات الحرائق. ويرى التوم علي محمد صالح (مواطن) إن القضارف تحتاج للتعامل بجدية مع حوادث الحرائق وذلك من خلال توفير أكبر عدد من عربات المطافي بدلا عن هذه السيارات المتهالكة وتدريب وزيادة عدد القوى العاملة في الدفاع المدني، داعيا حكومة الولاية تعويض المتضررين من هذه الكوارث بأعجل ما تيسر حتى يستعيدوا دورة الحياة من جديد، بينما فضل الجمري الطاهر توزيع سيارات الإطفاء على الأحياء بدلا عن تكدسها في إدارة الدفاع المدني حتي تتمكن من احتواء الحرائق بسرعة خاصة الأحياء الأكثر كثافة، مبينا أن أهالي القضارف يضعون أياديهم في قلوبهم إبتداء من شهر يناير من كل وحتى حلول فصل الخريف وهي من أكثر الفترات العصيبة علي قاطني (القطاطي)، داعيا حكومة الولاية الى أن تكون في مستوى الحدث وتشعر المتضررين من الحرائق بأنها قريبة بدعمها ومواساتها ، وكشفت معلومات عن تدخلات عديدة لديوان الزكاة بولاية القضارف في تخفيف وطأة المتضررين، حيث تقول معلومات مؤكدة أنه أنفق ما لا يقل عن (1,200,000) جنيه أي ما يعادل مليارا ومائتي جنيه قدمها كدعم لمتضرري الحرائق في عدد من المناطق . وتفيد متابعات (الرأى العام) بإن أكثر الأحياء والقرى التي تضررت بحرائق جماعية هي (قشلاق الشرطة بالقضارف وحي كرفس والمطار والعباسية وسلامة البي وقرية أم مثاني بمحلية الرهد وعد الفرسان بمحلية القريشة والقرية (5،7) بمحلية الفاو والشواك الي جانب قرى بمحلية البطانة.