الابتسامة هي أقوى علامة من علامات الشخص الواثق من نفسه، وهي حركة بسيطة لا تتطلب جهداً كبيراً. يمكنك من خلال الابتسامة أن تدخل السرور لقلب الآخرين، إن حاجة الإنسان للسرور والفرح ربما تكون أهم من حاجته أحياناً للطعام والشراب، وأن السرور يعالج كثيراً من الأمراض على رأسها اضطرابات القلب. وهذا هو هدي الرسول عليه الصلاة والسلام، كان صلى الله عليه وسلم كما يصفه ابن القيم الجوزية في كتابه المعروف زاد المعاد في هدي خير العباد: (كان جل ضحكه التبسم، بل كله التبسم، وكان إذا بالغ في التبسم تبدو نواجذه). (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)، هذا ما قاله النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، فقد قام علماء بدراسة تأثير الابتسامة على الآخرين، فوجدوا أن الابتسامة تحمل معلومات قوية تستطيع التأثير على العقل الباطن للإنسان! لقد وجد العلماء أن لكل إنسان ابتسامته الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد، وأن كل ابتسامة تحمل تأثيرات مختلفة أيضاً، وهناك حركات محددة للوجه ترافق الابتسامة، وأن الإنسان نفسه قد يكون له أكثر من نوع من الابتسامة، وذلك حسب الحالة النفسية وحسب الحديث الذي يتكلمه والأشخاص الذين أمامه.. بعض الأقوال الموجودة لدى الغرب في الابتسامة: (ابتسامتك هي طريقك للنجاح)، وهناك حكمة إنجليزية أخرى تقول: (كيف يمكنني أن أكره إنساناً يبتسم في وجهي؟). نحن في عصر نحتاج فيه أن نرى الابتسامات وهي ترتسم على الأوجه، نريد أن نرى البشر يبتسمون حتى نبث الثقة في أنفسنا من تلك الابتسامات. بابتسامة لطيفة يمكنك أن تبعد جو التوتر، وهذا ما لا يستطيع المال فعله، وهنا نجد أن الابتسامة أهم من المال، ولذلك فإن أقل ما تقدمه للآخرين هو صدقة الابتسامة، العطاء الذي يمكن أن تقدمه للآخرين من خلال الابتسامة، يفوق العطاء المادي.. إذاً فلم عبوس الوجه؟ ولم التكشير ؟ ولم تقطيب الجبين؟