الابتسامة هي تلك الحركة البسيطة التي ترسم على شفتينا للتعبير عن السرور والانشراح والارتياح، بل وكل المعاني الجميلة التي تصادفنا في غمرة الانشغالات اليومية. وكم يبدو جميلا أن يظهر ذلك النور الوضاء، وتلك الإشراقة المنيرة على وجوهنا، مرسلة للمتلقي شعورا نفسيا عميقا، لا يمكن إلا أن يحس معه بطمأنينة القلب وراحة البال. والابتسامة هي أرقى وأسرع طرق التواصل مع مَن تربطنا بهم صلة سابقة، ومن لم يسبق لنا رؤيتهم قط، فهي العابرة للقارات وهي اللغة الوحيدة التي نفهمها رغم اختلاف اللغات واللهجات. ويختار بعض الناس التكشير أو التجهم طوال الوقت، ظنا منهم أنه وسيلة لجلب الاحترام والتقدير والحظوة بين الناس، خاصة في مجالات العمل الضيقة، فنجد عادة زميلا في العمل يمضي معظم يومه عابسا، ويتواصل مع الناس بشكل صارم، الأمر الذي يدفع العديد من العملاء للنفور منه . هناك أيضا من يعتبر أن التواصل بشكل طلق في جو من المرح والسرور، يفسد العلاقات ويعطل المصالح، وهذه من الشائعات ،كما أن قضاء مصالح الناس في جو يسوده الارتياح والغبطة، لا يعني بالضرورة أن يرفع المرء قهقهاته عاليا ويقع على ركبتيه ضاربا كفيه على فخذيه، هذا بالفعل لن يكون من ورائه سوى تعطيل المصالح وتضييع الوقت وهدره. ابتسامتك صدقة نعم إنه سيد خلق الله الكريم البشوش الذي قال « تبسمك في وجه أخيك صدقة «، فيا له من أجر عظيم منحنا إياه دون تعب منا أو كلل، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على قدر العطاء الذي تمنحه بابتسامتك في وجوه الآخرين، فنعم العطاء هُوَ حين تدخل السرور على قلب أخيك. ليلى أمزير