عاش المسرح السوداني أزهى عصوره في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي. لكن النشاط المسرحي تراجع كثيراً فى الآونة الأخيرة. وابتعد الجمهور عن خشبة المسرح بل نساها تماماً. مسرحية (النظام يريد) تنتقد أوضاع الحكام وانفرادهم بالسلطة بشتى الوسائل، كما تنتقد تقاعس الشعوب عن المطالبة بحريتها. علي مهدي رئيس مسرح البقعة بأم درمان قال ل (الرأي العام ): لابد من الإشادة بالأستاذ جمال عبد الرحمن الذي عوّدنا بأن يأتي بكل ما هو جديد في المسرح الذي وَهب له كل وقته من أجل الارتقاء به, وقال إنه لا يمارس أيِّ عمل غير العمل المسرحي، وإنه من أفضل مديري المسرح في السودان والوطن العربي, وأشار الى أنّ جمال هذه المرة دخل المسرح بتحدٍ كبير عبر مسرحية «النظام يريد»، ووجد الإشادة من قِبل الجمهور, حيث قام بجلب فنانين متميزين من أبناء المسرح, وساعده أكثر الاستعانة بالمُخرج الشاب أبو بكر الشيخ الذي تحول في الآونة الأخيرة للإخراج في المسرح، وآخر أعماله (تحية احترام) ويعتبر أول من صوّر في أمريكا وفي وأوروبا, وأشاد برجل الديكور الأول في السودان (عباس أحمد خليفة) والملحن والشاعر خالد, وتحدث عن المسرحية وقال إنها وجدت قبولاً واسعاً من قبل الجمهور لأنّها خاطبت احتياجاتهم, وقال إن طريقة العرض كانت جريئة دون تخوف من أي شخص, وأوضح أن المسرح السياسي مقبول ولا يوجد منه أي تخوف, وذكر انواع المسرحيات التي تتحدّث عن السياسة (البيان رقم واحد) وقال: نحن في مسرح البقعة نعمل لتنظيم ورش لتطوير الأداء المسرحي من خلال هذا الموسم وانتظروا منا كل ما هو جديد. جمال عبد الرحمن منتج المسرحية في حديثه ل (الرأي العام) أكد على أهمية تربية الأجيال المُتعاقبة على تذوق المسرح, وقال إنّ العمل هو من يَتحدّث عن نفسه, لذا نُحن نعمل على احترام المشاهد وعلى تقديم ما يرضي طموحاته لأنه يدفع من جيبه ويضيع وقته، لذلك لابد من أن يكون العمل ممتازا, وذكر أن العمل الضعيف لا يجد الإقبال من قبل الجماهير, وان التقييم من قبل الجمهور كان جيداً ونحمد الله على ذلك, والفكرة كانت عبارة النظام يريد تغيير النظام عكس الشعب يريد تغيير النظام, وأكد أن أي عمل لا يجد الإعلان والترويج الجيد يفشل سواء كان مسرحياً أو تجارياً, وقال: كل المسرحيات التي قدمت في الفترة الماضية لم تجد الرضاء من قبل الجمهور، لأن الجمهور السوداني له ذوق عالٍ ويجيد عملية النقد باستمرار للأعمال غير المرضية لطموحاته. من جهة أخرى، قال ابو بكر الشيخ مخرج المسرحية، إنّ الأعمال الدرامية يجب ألاّ تنفصل عن الواقع المعاصر، وأن تكون مرآة للأحداث. ولم يشهد السودان أحداثاً مماثلة للاضطرابات التي صاحبت انتفاضات الربيع العربي، لكن بضعة مظاهرات اندلعت في الأشهر الأخيرة احتجاجاً على ارتفاع الأسعار. تسلط مسرحية (النظام يريد) الضوء في قالب فكاهي على تسلط الحاكم المستبد على حساب كرامة وحقوق شعبه.